إفتتاحية Checkmate برقها خُلَّبٌ وسحابها جهام : الدقير وآفة الأحلام المجنحة
من أعظم المأثور عن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير قولته الشهيرة ؛
“المجد للمتاريس والمجد للساتك ولكل من اشعل اللساتك ناراً واشتعل” . أما بواكير لعنة هذا (المجد) فهي تحريضه الصبية على خلع رصيف الطرق حتى أضحت تراباً تذروه الرياح كدراً في فضاء المدينة ، وتعمق من أزماتها البيئية .
أما اللساتك فهي في الحقيقة أحذية السيارات ونظر لقيادي رقم في قحت يمجد الأحذية حتى وإن تكن لماخرات الأسفلت ! .. ثم أن ذات التمجيد يمضي لمن يحرق تلك الأحذية (اللساتك) وما يتبع من غازات سامة . وأخيراً يمجد الدقير هذا المشتعل المنفعل الذي القى الاشتعال فيه التعقل ورباطة الجأش.
ولا يعتذر أحدهم بأن المقولة نتاج الإنفعال الثوري ، والانفعال الثوري غير الرشيد قد يقبل من العوام ، أما السياسيون والزعماء فالأصل أن لا تستغرقهم الهوجة ، بل أن يحدثوا الناس بما يبني .. الأصل عند العقلاء أن لا ينشغلوا بالوسائل الهامشية بل بالأهداف التي طوعت لها الوسائل
ومؤخراً وخلال ظهور تلفزيوني قيل أن الرجل
أطلق نداءً “لقوى (الحيرة ) بالشروع الفوري في تكوين مركز موحد عبر جسم تنسيقي بقيادة سياسية موحدة لانهاء الانقلاب العسكري” ، على حد ما راج في الأخبار .
والدعوة هي من صنف صخب الناشطين والأحلام المجنحة ، وربما تجئ لتحسين شروط تفاوض تتوق له القوى المقبورة ، ودع عنك لافتة ( لا تفاوض ، لا شراكة ) .
لكن ما تتجاوزه مصاخبة السنبلاوي عمداً هو أن قلوب الجماعة المدعوة شتى ، وبيتها أوهى من بيت العنكبوت ، وهي من شاكلة مجد اللساتك والمتاريس ، وحصادها من صنف بقايا اللساتك المحترقة .