أيستبدلون الذى هو أدنى بالذي هو خير ؟ : صلاح حال الأمة رهين بالتسامي فوق الجراح
العميد الطاهر ابو هاجة
كثيرة هي المناسبات والمواقف التي وضعت فيها القيادة العميد السيادية الكرة في ملعب كياناتنا السياسية ، وتحلت بثقة الصبر الجميل ، وقالت أن تعالوا إلى كلمة سواء ولوفاق لا يقصى فيه أحد…
كثيرا تمنت القيادة السيادية على السياسين الحدٍ الأدنى من الاتفاق حتى تخرج بلادنا إلى واقع جديد وأملٍ مرتجى..
لكن ترى لماذا يستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير ولماذا يركنون ويستمعون إلى الأصوات التي تريد أن تعطل عجلة الإتفاق وتعيق طريق التحول الديمقراطي نحو الحرية والسلام والعدالة.
لن ينصلح حال هذه الأمة إلا بما صلحت به الأمم الأخرى في تساميها وتصالحها ونزع الغل والتشفي بالعدالة الإنتقالية وتناست الماضي بكل آلامه وجراحاته …
ترى لماذا يضيعون الزمن والوقت الثمين في متابعة حشود الإفطارات الرمضانية ويهدرون جهداً نفسياً وعقلياً وفكرياً في متابعة الآخرين كما كان يفعلون قبل 25 أكتوبر وينصرفون عن هدفهم الأساسي فيما لا جدوى منه..
لو جودت كل فئة لوحها لعبرت بلادنا نحو الثريا ، ومن هنا علينا أن ننشغل بهمومنا وليس بمايحدث للآخرين ، فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، ومن فقه الأولويات ترتيب الأهم قبل المهم فالوقت يمضي وجراح الوطن لا تحتمل مزيداََ من النزيف .
لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وليس من الممكن أن يغير النهر مجراه بعد طول سنين ، وسنن الله باقية في الأرض ، ولو أنهم ركزوا على كياناتهم وأحزابهم لكان خير لهم..
ولو أنهم وعوا الدرس وأهتموا بترتيب بيوتهم الحزبية من الداخل واستعدوا للإنتخابات القادمة لوجدوا في ذلك خيراً كثيراً.
لا تدعوا الأشياء تتداعى من حولكم فالفرص لا زالت مواتية، حالة اللادولة التي نعيشها سببها ليس القيادة ولا المكون العسكري الذي لا يريد حضانة سياسية ولا حكماً لا يرتضيه الشعب السوداني ، حالة اللادولة التي نعيشها سببها التردد وعدم الإقبال بقوة نحو تكوين الأرضية الصلبة التي تبنى عليها الحكومة المهنية، حكومة التكنقراط القادمة.