محمد عثمان المبارك يكتب
لافرق بين إدمان وإدمان فقد أدمنا الفشل حتي أصبحت الدولة مدمنة وصار الفشل عليها ماركة مسجلة وحصرية وسمي قادتها برموز الفشل وكذلك الشباب ألم بهم إدمان من نوع آخر ومسميات جديدة وإدمان يجعل صاحبه وصاحبته في رحلة بين طيات السحاب يتنافس في ذلك شاب وشابة ويتساوون في التعاطي والحيازة ويعرفون قانون التعاطي وعقوبة الحيازة وليتك زرت التجاني الماحي لوجدت فيها الضاحك والباكي والشارد والذي جعل من نفسه حبه ومن خياله ديك يطارده ليلتهمه وراعي غنم إبليس وراكب فيل وقع من زيله وهذا أخف قدرا ولركاب الفيل حكاوي ونكات فمنهم من ذهب لصاحب الخانة ووجده في بكاء هستيري وكان في تلك اللحظة وفاة أمه ، فنظر إليه وخاطبه بغضب ( عمرك كلو تشرب البتبكي وتدينا القش ) والفيل أصغرها بالنسبة للجديد ، ويقولون الجديد شديد فظهر الترامدول لو كتبتها صحيحة وعلي كل حال اسم عجمي فألعب به ثم علت المراتب حتي الآيس فأختلط الشارع بمدمن المخدرات ومن لفحته صروف الزمان ولذعه الحرمان وتكالبت عليه الحياة فألهبت ظهره بسياطها حتي صار منهم من يتحدث لنفسه ومنهم من يسمع غيره وفي ذلك كان صاحبنا سائرا خلف شخص وهو يتحدث دون مرافق رافعا يدا ومنزلا الأخري ومشيرا بأصابعه وكان أخر قوله ( حقو الزول يحلحل ديونه ويسافر ) فقال له صاحبنا واذا إنت بتحلحل ديونك ليه مسافر ، ثم نعرج علي بعد الحراسات اذ دخلها صاحبنا خطأ وظلما فوجد فيها العجب العجاب وشباب جلهم مقبوضين في المخدرات فوعظهم وأرشدهم ثم قال لهم عيبوا لي المريسة مالا شبع وروي وغذاء فمالكم والمصيبة دي ، ولكن المصيبة زائدة وخربت أسر ودمرت جيل فماذا تفعل الحكومة والمخدرات علي قفا من يشيل فإن لم تدركوا هذا الجيل سيصبح الآيس ثقافة وركوب الفيل متعة ويباع علنا في أتنيي ويفرش في جاكسون ودليله في شارع القصر ويكون ذهاب العقل خير من حضوره فيختلط الحابل بالنابل فنصبح في بلاد السجم والرماد وهنالك بلد المليون شاعر وهنا بلد المليون مجنون وتكون الخرطوم بين إدمان وتسعة طويلة وتكون السجارة بدل القطن طويل التيلة هذا ما زرعتم فاحصدوه ولا تظلمون فتيلا.