محمد عثمان المبارك
يثيرون الفتن ويقلبون المواضع ويزيدون المواجع ويريدون بالبلاد شرا ولا يرغبون في استقرارها ومنهم من يقودنا الي معارك إنصرافية وبعضهم يطرح ما يفرق ويدس السم في الدسم وآخرون يلوون ألسنتهم لتحسبوه خيرا لكم بل هو شر لكم ومنهم من يبيع الوطن بدراهم معدودات ويكون فيه من الزاهدين وآخرون أياديهم ممدودة وجيوبهم مقدودة ومنهم من كان مثله كمثل المومس التي صدرها علي حضن رجل وأذنها علي الباب لتسمع من الطارق وبين هذه الحلبة الصاخبة الجلبة تجد البراميل الفارغة ضالتها فتصدر أحكامها وترسل ضجيجها الذي تصتك منه المسامع تصطاد به تالف الرأي وعاطل المواهب وكل عتل جواظ في رفقته المتردية والنطيحة ومن تقطعت به السبل ودارت به الحيرة فيساق كما تساق الأنعام ويسوق لغيره ويسوق غيره بأفكار شيطانية قل ما توصف أن عاقبتها خسرا ومسارها مظلم ومآلها نفق لا تري فيه يدك اذا أخرجتها وسدرة منتهاها غذاب مقيم فأحذروا غراب البين الذي يتحدث عن الشعوب السودانية وهذه دعوة فرقة ورسالة إنشطار بل نحن شعب واحد ووطن واحد إسمه السودان نسعي سعيا حثيثا ليسع جميع أهله لا تربو فيه فئة علي فئة ولا قبيلة علي قبيلة ولا شخص علي آخر ، وطن عنوانه المواطنة بلا تمييز ورأس ماله الإنسان المحكوم بدستور التراضي حتي يكون في تعددنا قوة وفي إثنيتا حب ومودة ووئام وفي قبليتنا تعارف وإنسجام فلنكن جميعا علي قدر المسئولية حتي ننهض بالسودان ونتجه به نحو الإشراق ونلحق بالقافلة حتي تشرق شمسنا وتدوي طبول العز في أرجاء أرضنا وتمشي مواكب نصرنا تتدفق فلتسمو الإرادة لنضرب موعدا مع القدر .