راي المسار
الصدام المحتوم :
قحت ومن شايعها .. مشهدية ابن كلثوم وإحباط الظهير
بقلم رئيس التحرير
- كان نشطاء قحت يتحرون النزاع داخل الجيش ، وبين الجيش والدعم السريع ، وبينهم والقوات النظامية الأخرى، ثم بينهم وبين قوات الحركات الموقعة على السلام لكن الأيام بددت الأحلام الخلب .
- أثبت النضج العظيم للمقاتلين أن جينة الجيش لم تألف جدلاً نظرياً في أروقته ومن معه ، ناهيك عن انفلات رصاصةٍ عن عقالها .. أثبت لهم هؤلاء أنهم أكثر من يدرك ويلات القتال ومغبتها ، وأنهم أعمق من أدرك مفاهيم كيف تقود وكيف تنقاد .
- وعلى رغم تكرار أحاديثهم المكرورة عن ضرورة وحدة ما أطلقوا عليها قوى الثورة ، ورغم أن أسلحتهم هي الأقلام والبيانات والسجال النظري بمعزلٍ عن البارود الا أنهم أخفقوا في الحفاظ على الحد الأدنى مما يوحد ، وطفق لسان حالهم يطابق مشهدية ابن كلثوم :
يكون ثفالها شرقي نجدٍ
ولهوتها قضاعة أجمعينا - وهو الشطط الذي وسم أفكارهم وتجاربهم يتمشى بينهم بالشقاق ..
- الشيوعي مخفق حتى في لم شعثه ومثله البعثي وبقية العروبيين ، وما تزال مزقهم تتبادل اللعنات وتمارس التخوين منذ مقتلة يوليو 1971 يوم أن حسموا ما بينهم بالدماء وردد شاعرهم :
جماعة البقرة النصبو رِنقو
وشربو خيانة المبدأ خِنقو - وحزب الأمة من يتحدث عن توحيد الصف المخذول وما يزال يعجز عن لم شعثه منذ انقسامه بين الراحلين الهادي المهدي والصادق المهدي .
- ثم كيان “مجد اللساتك” الذي لم يألف الناس له بوصلة فكرية سوى مجافاة قيم الأمة وفخيم المفردات وطنان الخطاب ، وبعض من شعبويةٍ سطحية كذوبة من أمثال سلك وشلة النشطاء ..
- هم ظلوامتفقين فقط على ازالة الحكم السابق ، وعلى مفارقة الموروث الثقافي للأمة ، وعلى العداء للعسكريين ، لكنهم مختلفون على كل ما عداه .
- ليس من بينهم فريق تصالحي مبلغ أن ظلوا يرفضون كل ما قبلوا بالأمس بدءاً بالشراكة مع العسكريين ، مروراً بالوثيقة التي مهروها ثم بدلوها ثم رفضوها ، وانتهاءً باتفاقية جوبا التي رفضوها بعد أن أيقنوا بأن عقار ومناوي وجبريل وأردول ليسوا ألعوبةً في أيديهم مثلما تصوروا ، بل أن القادمين أثبتوا وعياً ونضجاً سياسياً ، واستقلال قرار سفه اعتقد قحت الفطير “ديل معانا” .
امريكا والترويكا وغيرهما من المهتمين أدركوا هشاشة منطق من عولوا عليهم وأنهم ليسوا على شئ ، وعلى رغم محاولات هؤلاء الوسطاء غير المحايدين مناصرة قضيتهم الخاسرة إلا أن الإحباط كان النتيجة الحتمية ، بعد عجز الغرباء بقيادة امريكا والترويكا وفولكر عن مجرد تحسين أو تسويغ منطق قحت ، ثم عجزهم عن لم الشعث . - وأخيراً لم يعد من تكئةٍ أو تركةٍ يلاعبون بها الأمة وجيشها سوى تحريض اليفع والتتريس والتخريب ، واللساتك والحرق والإحتراق ، بحيث تحترق قوارب النجاة ويتصاعد النذير : أنج سعد فقد هلك سعيد ! .
- وبالخواتيم تتجاوزهم الأحداث ، ويسقطهم التأريخ سهواً .