صلاح الدين عووضة يكتب : غباء فسافيسي!! ويتواصل التظاهر..
ويتواصل الرفض من جانب قحت؛ جناح الفسافيس المركزي.. ومفردة فسافيس هذه ابتدعناها قبل أيام.. وذلك بعد أن نثرنا كنانة مفرداتنا فلم نجد أنسب منها توصيفاً لأغبياء السياسة.. أغبياء زماننا البئيس هذا.. فطوال تاريخنا السياسي لم تكن هناك جماعة بمثل هذا الغباء.. ويتواصل الرفض كما ذكرنا.. طيب لماذا بعد انسحاب العسكر من المشهد؟.. ومن بعد دعوته للقوى السياسية – والمدنية – بالتوافق لاستلام السلطة؟.. لأن الفسافيس يريدون شيئاً واحداً.. يريدون – ببساطة – من العسكر الانقلاب على البرهان.. ومن ثم تسليمهم الحكم على غرار ما فعل البرهان هذا نفسه عندما احتفوا به.. أو مشاركتهم إياها إلى حين.. ولا تسل عن أمد الحين هذا؛ فهو لا يقل – على الأقل – عن عشر سنوات.. وربما يمتد إلى ما لا نهاية… إن أمد الله في حكمهم.. وأمد – كذلك – في أعمارهم.. لتكون النتيجة – من ثم – شمولية مدنية مثل التي تشهدها تونس هذه الأيام.. وذلك بفضل الذي كان يصرخ (مدنياااو)؛ قيس السعيد.. شمولية بلا برلمان… ولا مفوضيات… ولا محكمة دستورية.. أما الانتخابات فلا يريدون سيرتها أصلاً.. وإذا عُرف السبب بطل العجب؛ فهم بلا قواعد جماهيرية لخوض الانتخابات.. ولكنهم ينسون – من شدة غبائهم – أمراً مهماً جداً.. فما من مجموعة من الجيش يمكن أن تعيد تكرار السيناريو ذاته معهم.. أن تغامر بالدخول في سيناريو (كلاكيت ثاني مرة).. أن تُلدغ من الجحر مرتين؛ جحر الفسافيس.. سيناريو الجحود… والنكران… والشتم… والإساءة… والاستهداف.. وسلوا صاحب المنقة… وصاحب البعبصة بالأصبع.. فهما كانا الأكثر تخييماً أمام قيادة العسكر أيام الاعتصام.. ثم الأكثر تجريحاً للعسكر هؤلاء من بعد التوهط على الكراسي.. فقد ظنوا أن الأمر قد دان لهم… فظهروا على حقيقتهم.. تماماً كما يظن قيس السعيد أن الأمر قد دان له… فظهر على حقيقته الدكتاتورية.. ومن قبل احترم هتلر قواعد الديمقراطية.. حتى إذا نجح في تسلق سلمها – وصولاً إلى القمة – ركل السلم هذا بعنف.. وفرض شمولية كشمولية صدام وعبد الناصر.. أي شمولية البعثيين بالعراق… وشمولية الناصريين في مصر.. والآن لدينا بعثيون… ولدينا ناصريون.. ويصرخون – كما قيس تونس – (مدنياااو)… ويصيحون (ديمقراطياااو).. ثم أثبتت فترتهم القصيرة في الحكم مدى شموليتهم.. المهم أنهم فقدوا العسكر… كل العسكر… باستهداف العسكر.. وما من ثورات شعبية تنجح بدون العسكر.. اللهم إلا إن كان الفسافيس ينتظرون ملائكة من السماء تسلمهم السلطة.. أو حتى شياطين من قلب الظلمات.. ولكن ما من عسكر يمكن أن ينقلبوا على البرهان.. ثم يسلمون الفسافيس هؤلاء السلطة على طبق من غباء.. ليكون مصيرهم الشتم… والإساءة… والاستخفاف.. ثم تهديدهم بالأصبع (الجعفري).. ثم مطالبتهم – بعد حين – بالعودة إلى ثكناتهم.. إلا إن كانوا يشاطرون الفسافيس هذه الصفة نفسها التي تميزهم عن الآخرين.. الغباء الفسافيسي!!.