معذرة إليكم شرطتنا الباسلة
دكتور عمر كابو
و يبقى الود معذرة إليكم شرطتنا الباسلة....
الدكتور /عمر كابو
لا مرية في أن السودان يعيش الآن أسيرًا للفوضى الخلاقة التي باتت شعارًا خلاقًا وعنوانًا بارزًا للفترة (الانتقامية).. فوضى في كل شيء:- في تصريحات المسؤولين و في الخدمة المدنية و في الشارع وفي التعليم والصحة والرياضة وفي المواصلات باختصار في كل مناحي الحياة ومسافاتها المختلفة..
بالطبع لايخفى على أحد أنها فوضى فرضت علينا من قبل المخابرات الأجنبية التي سيطرت على كل مقاليد الأمور في بلادنا وباتت هى الحاكم الفعلي والمسير للحكم والناهي والآمر عن رضا وطواعية من حكامنا الذين رهنوا سيادتنا الوطنية ورضوا بالتبعية والإذلال والإذعان لهم بعد أن قبضوا ثمن خيانتهم و ائتمارهم بوطننا الحبيب ليمزقوه شر ممزق..
ولا مرية أيضًا في أن ذلك كله يجري تنفيذًا لمشروع المخابرات الأجنبية التي تسعى دولها سعيًا حثيثًا إلى تقويض أعراف وتقاليد هذا الشعب الكريم تمكينًا للمشروع العلماني وصياغة هوية عقدية وسياسية واجتماعية ووطنية جديدة ترفض سماحة الإسلام وتنحاز إلى التطرف والدناءة والابتذال والتفحش وسوء الأخلاق..
وهو مقام يأسف المرء فيه أن يقر بنجاح المخابرات الأجنبية في مسعاها وهي تمضي شوطًا بعيدًا في مهمتها الدنيئة هذه بعد أن تفوقت في شيطنة شبابنا وحولتهم إلى شيطان أحمق مفترس أحال حياة الناس إلى عبث وفوضى حتى عشنا زمانا لايدري فيه مقتول من قاتله ومتى قتله إنه ذات الزمان المرسوم على خيال شاعرنا المصري صلاح عبدالصبور : –
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات فتحسس رأسك فتحسس رأسك..
ليلة أول البارحة مرت حزينة صادمة على الشعب السوداني وهو يرى ثلة من سفهاء (الثورجيين) ينهالون بالضرب المبرح بالحجارة والعصي والأيدي على أحد رجال الشرطة حتى أدموا وجهه وجسده ضربوه في وحشية كاسرة دون رأفة ولا رحمة ؛فمقطع الفيديو الذي وجد حظه من التداول أظهرهم في مظهر التشفي وهم بالعشرات ،لكن قبل ذلك تبين جليًّا حجم التغيير الذي طرأ على المجتمع السوداني الذي لا يجتمع على باطل فكيف بالعشرات لا يتقدم رجل حليم رشيد واحد منهم لينبه إلى فداحة الخطأ والتجاوز الذي قام به الآخرون..
لقد ظللنا ننبه إلى خطورة سياسة اليساريين في فرض خطاب الكراهية وقلنا إن ذلك سيقود إلى عواقب وخيمة يصعب تداركها و لن ينجو منها أحد ،كما ذكرنا أن تبني أحزاب اليسار للعنف سيفرض واقعًا لئيمًا لن يفلت منه صغير و لا كبير، ليفيقوا على هول الصدمة الكبرى المفجعة بأنهم أول من اكتوى منه٠٠٠ عنف فر منه ياسر عرمان وخالد سلك والصديق الصادق المهدي ليلة ندوتهم الشهيرة بشمبات وركض مرعوبًا منه خالد سلك قيل ساعتها أنه لاذ هاربًا ب (كوافير) وكاد ذات العنف أن يوقع بإبراهيم الشيخ..
هاهو الشعب السوداني يفيق أول البارحة على متفلتين من شباب اليساريين وهم يستخدمون العنف المفرط ضد رجل شرطة أثناء تأدية واجبه في حماية إحدى المنشآت العامة بتلك الطريقة الصادمة التي وجدت الإدانة الكاملة من كل الشعب السوداني..
مقام نبادر فيه بالاعتذار إلى الشرطة السودانية التي ظلت أمينة على مقدرات الوطن حارسة للمواطن وأمينة عليه وعلى أمنه
فهي بحق تستحق التقدير والاحترام والإكبار جزاءً وفاقًا لما ظلت تقدمه لهذا الوطن من تضحيات جسام شرفها أن تكون أفضل شرطة أداء ونزاهة في عالمنا العربي ومحيطنا الإقليمي..
شكر تفرضه علينا قيم الوفاء لأهل الوفاء يحدونا لأن نرد الفضل إلى أهله بأن نصون ونحفظ لها تاريخها المجيد العامر بالإنجازات؛ فما من محور من محاور البناء والتنمية إلا ووراءه رجل شرطة ؛إذ أن الوطن قد دفع بهم إلى ساحاته الرحبة فكانوا خيارًا من خيار في الطب والهندسة والرياضة والسياسة والحكم والتدريس والقانون مافي ذلك من شك..
إن كان لنا من مطلب هو المسارعة إلى القبض على هؤلاء الأوغاد المرضى المجرمين الذين ارتكبوا تلك الحماقة ضد الشرطي البارحة وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة ليتم ردعهم حتى يصيروا عبرة و آية لمن خلفهم بقية كوادر اليساريين الذين تسول لهم نفوسهم المريضة الانتقاص من هيبة وجلال الشرطة..
أخيرًا يجب أن ندرك جميعًا خطورة مخطط اليساريين الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من مخطط دنيء تتولى كبره المخابرات الأجنبية الساعية إلى ضرب البلاد عن طريق تفكيك و إضعاف قواتنا النظامية حتى يتسنى لهم هزيمتنا و استباحة بلادنا و دمائنا و أعراضنا.
ومعذرة منا إليكم شرطتنا الصامدة الصابرة الباسلة و لكم العتبى حتى ترضوا..أخيرا نكتب هذا قبل مظاهرات غدا التي لاندري كيف ستأتي ردة فعلها فما يحدث يتحمل وزره قيادات أحزاب اليساريين التي ظلت تحرض كوادرها ضد الشرطة٠