مقالات

المصالح هي الحاكم

المسار نيوز المصالح هي الحاكم

يبدو جليا أن الأشياء لم تعد هي الأشياء كما أنه لم توجد ثوابت في العلاقات بين الدولة وهي تبني علي المصالح المشتركة وتقوم علي الكفة المرجحة بعد دراسة الأبعاد والمآلات الآنية والمستقبلية ولا تبني بعاطفة جياشه أو ارتباط وجداني ولا تقطع حدا بل تبقي شعرة معاوية القابلة لكل الذبذبات والمتغيرات وقد يعتريها الفتور حتي درجة الصدام ولكن ربما تعود كما تعود المياه الي مجاريها وذلك قد يتأتي بعد دراسة كل الحسابات بموازين العقل وليست بعقلية ناشط أو معلق سياسي أو مدمن لايفات بعيدا عن الواقع ومن يبني أحلامه وفق أمانيه ويظن أن الأمر دان إليه وأن حجته غالبة وأن هذه الدول في صفه وفي رحاله وصوتها من صوته ولقلة تجربته لا يدرك الخفايا ولا يلم بمنعرجاتها وعندما تقع الواقعة تجده كأنما أصابه موت الفجاءة ثم ينحو منحي آخر ويحاول لي عنق الحقيقة ولا يري النصف الملئ من الكوب ويكون كصاحب زجاجة السمن الذي أراد بيعها وسرح في أحلامه وبني أماله علي رمال متحركة واذا هو في أودية أحلامه وبحور أمانيه إذ ضرب قزازة السمن بعصاه فلا باع ولا اشتري لذلك يبني رؤاه علي ترهات ويركض في ساحات يجهلها ومعه من لايدرك أنه يلهث نحو السراب بعدما صوروا له أنه سحابة مزن وكفة راجحة وكان حريا به وبأمثاله أن يقرأ الواقع جيدا والمحيط حوله بعين فاحصة أما أن يتذكر أمره بعد فوات الأوان فقد يجد نفسه بواد غير ذي زرع حيث لا صراخ يجدي ولا منقذ يغيث ، فعلم الدبلوماسية والعلاقات الدولية ليس فيه ثوابت ولا يمكن الجزم به ما لم تمتلك أدواته وتدرك آلياته وتعرف مخارجه وكيفية مداخلة وبعد أن تغيرت الموازين علي الأرض في حرب السودان وصارت كفة الجيش راجحة ولم تكن كذلك لولا أن الشعب إلتف حوله ثم خسارة الطرف الأخر فأصبح لا يعول عليه مع نشاط الدبلوماسية السودانية وتحركات قائد الجيش الواضحة التي وضعت النقاط فوق الحروف وغيرت من نظرات الدولة فكانت دعوة كينيا للسيد البرهان خير بيان وثمار ذلك ، ثم اليوم كانت أديس وبهذا يكون قائد الجيش قد حقق إنتصارا كبيرا ولم تذهب هذه الدول لذلك إلا عندما رأت الواقع وكيف يسير الجانب الآخر الذي فقد الشعب والأرض ومثل تلك الجماعات في العرف الدولي توصف بالارهابية ولا يمكن أن يعول عليها ولا تفيد في التواصل معها لأنها لا تدرك كيف تدار الدول وكيف تبني مصالحها ولا يمكن لدولة تحترم مصالحها أن تمد يدها لمن لا يملك وزنا وبهذا قد يكون ضاق الخناق علي المليشيا من دول الإقليم بعد أن استحال لها النصر وبعد طئ ملف المليشيا إقليميا حتما قد فقدت اي سند ولم يبق لها غير طريق واحد هو طريق تبحث به عن السلام لأن الواقع والزمن ليس في صالحها ، وليس هنالك عاقل ينادي بالحرب وقد وضعت القوات المسلحة شروطها من قبل وهي شروط شعب السودان ولا طريق إلا الاستجابة لها وهذا ما نقله القائد البرهان لكل قادة الدول وأمنوا عليه ولا مجال للسلام إلا بتنفيذ بنوده الواضحة.

        شندقاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى