مقالات

اول انتحار جماعي في السودان

المسار نيوز اول انتحار جماعي في السودان


كتب حليم عباس :
فقد الجيش ارض معسكر الفرقة في نيالا فانسحب تكتيكياً وبشكل منظم جداً ولم ينتشر داخل الأحياء وفي بيوت المواطنين كما تفعل المليشيا المنتحرة.

هذا هو الفرق بين الجيش النظامي والعصابات الإجرامية.
كانت التقديرات عند بداية الحرب أن قوات الدعم السريع الصريع حينما تفقد معسكراتها الثابتة ستكون فقدت القيادة والسيطرة والإمداد وستكون قد خسرت الحرب. ولكن هذه التقديرات أفرطت في حسن الظن بالمليشيا وتعاملت معها على أنها مثل الجيوش النظامية تحسب حساب للمواطنين وحياتهم. المليشيا المنتحرة بعد ضرب معسكراتها في العاصمة قامت بالانتشار داخل الأحياء ثم إلى داخل بيوت المواطنين و عملت على نهب الأسواق والمؤسسات والبنوك ونهبت حتى بيوت المواطنين وخربت البلد بشكل كامل. فحققت كسب مادي زائل (دنيا زايلي ونعميكي. زايل) ولكنه كان بمثابة انتحار سياسي وأخلاقي.
المليشيا تحل نفسها من أي التزامات أخلاقية أو قانونية، تستخدم الأحياء السكنية كمنطلق للهجوم على معسكرات الجيش و تحتمي وسط المواطنين ما يصعب المهمة على الجيش المثقل بالإلتزامات الأخلاقية تجاه مواطنيه. من هذه الناحية فإن الحرب غير متكافئة، تستطيع فلول المليشيا المنتحرة أن تهاجم دون اي اكتراث لمواطن ولكن الجيش مكبل ومقيد بحدود الحرب النظامية.
كذلك المليشيا بهذا الانتحار البطيء تستخدم معاناة المواطنين للضغط على الجيش لتحقيق مكاسب سياسية او عسكرية بينما الجيش لا يستطيع ذلك.
يحمد للجيش بفضل الله ثم خبراته الطويلة المتراكمة أنه رغم كل ذلك ما يزال يتصرف برباطة جأش قوية وثبات انفعالي لايتزحزح ولا يندفع للتعامل بردود الأفعال. أكثر ما يطمئن في وضع الجيش هو تماسكه وانضباطه وحتى الآن لا تبعث تحركاته على أدنى شعور بالارتباك أو التخبط أو فقدان الأعصاب. اما إذا بدأ الجيش يتصرف بهمجية مثل المليشيا ويندفع في المعركة بردود افعال مليشياوية ففي هذه الحالة يجب أن نقلق حتى لو كان الجيش يحقق انتصارات لحظية زائلة، وسيصبح مثل المليشيا المنتحرة وهذا من باب المستحيل. وكما قال عقار، الجيش يعمل على كسب الحرب وليس معركة أو عدة معارك. تأكد ذلك في الخرطوم وهذا هو الذي يحدث امامنا الآن في نيالا بالضبط، فعلى الشعب السوداني الكريم ان لايستعجل النصر الحاسم في هذه الحرب العالمية على انسان السودان لأن النصر بإذن الله حليف اهل الحق وسيزهق الله الباطل بعد انقضاء نحب آخر جندي منتحر من مرتزقة الجنجويد عربان الشتات اهل العدوان والباطل، الباطل لجلج والحق ابلج والايام بيننا. نحن جندالله جندالوطن (حسبنا الله ونعم الوكيل).

المرصد_السوداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى