مقالات

إذا خرت عماد الحي ضاعت الأوطان

المسار نيوز إذا خرت عماد الحي ضاعت الأوطان

كيف تضيع الأوطان وذلك اذا خرت عماد الحي وركن أهلها للذين ظلموا وتنادت كلاب الجهل وتبولت علي صفحة الكراس وسال لعابها النجس حامل السعر علي سطح السبورة التي يتكالب عليها طلاب العلم لمسحها وحينها يخربون بيوتهم بأيديهم وفي غياب صاحبها وعاشق لمسها حيث تغير ملمسها وأضحت حية تسعي لا كحية موسي التي تلقف ما يأفكون وموسي لم يكن هنا وقتئذ وقد ذهب الي الوادي المقدس طوي ولكن لم نجد قبسا لنصطلي فصطلينا بنار تغلي غلي مرجل فشوت الوجوه وشاهت وضل صاحبها وغوي إذ ألم به عشي ليلي وعمي نهاري وكل دنياه حالكة اذا اخرج يده لم يكد يراها فخاض مع الخائضين في بحر لجي لم يعرف مداه ولم يتبين النصح لا بالأمس ولا باليوم ولا بضحي الغد سالكا مسلك إبن نوح ظانا أن يومئذ هنالك جبل عاصم ولا عاصم اليوم إلا أن تقف مع نفسك برهة وتمسح عن مقلتيك السمادر لتري في أي قفر تقف ولا رؤية إلا سراب وإن لم تناجي نفسك وتسأل ربك وتسمع لقول رجل رشيد فحتما قارعة تحل بأرضك أو بالقرب منك وما الصوملة عنكم ببعيد وليبيا لكم جارة فتخرج منها مذموما مدحورا وتضيق عليك الآفاق إذ أنك لم تر آياتها فتشابه عليك البقر وسمعت للذي أضلك وخربت بيتك بيدك وبنيت لك بيت كبيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت وأصبحت تقول لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن لو تفتح عمل الشيطان وحينها قد سبق السيف العزل ، فلا ضير أن نكون مختلفين ولكن أن نكون مخالفين فذلك شئ أخر ، فالاختلاف سنة الله في الأرض ، فالعسل الذي يخرج من النحل مختلف ألوانه ولكنه لذة للشاربين ، وأصابع أيدينا ليست متشابهة وأحدها لا يفعل شيئا وفي جمعها القوة ولذا كان في الإتحاد قوة ، ألم تسمعوا ببيوت النمل التي اتخذها الفيل طريقا فخربها وحينها إجتمع النمل لحل تلكم المعضلة وبعد حوار طال وقف حكيم النمل مخاطبا جمعهم الكريم وناصحا ومرشدا وقال لهم :
اتحدوا فإن في الاتحاد قوة
واحفروا للفيل في الطريق هوة
فعلوا ما أمروا به وجندلوا الفيل وعاشوا في سلام ، فلما نحن في السودان نرفض السلام ! يا سلام ! والعالم من حولنا ينشد السلام ونحن نرجع الي الوراء الي عصبية وقبيلة لا تورد صاحبها إلا الي الهلاك فلنجعل العقل دليل والمنطق فاصلا والحوار طريق ، فهذا الوطن يسعنا جميعا فلنقبل علي بعض حاملين القلوب السليمة لنضع بصمة ونكون محط أنظار ويصفق النيل وتهتز أرضنا وتنبت من كل زوج بهيج ، فالبلاد تبني بسواعد بنيها ولا نخرج من وهدتنا هذه إلا أن تكون المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات ونقبل علي بعضنا بالحب ونطرق أبواب الإنتاج بالعمل حيث لا وجود لمتعطل أو متبطل أو كسول أو جهول ، فإن التشاكس لا يبني وطنا ولا يقيم دولة فلنجلس جميعا أرضا ونضع الوطن في حدقات العيون ، فهذه هوة لا خروج منها إلا بالتعاون والحوار الجاد والشفافية الكاملة الوضوح ، فإن الماضي ملئ بالهنات ولنفتح صفحة جديدة لمستقبل نضير ووطن حدادي مدادي تظلله العدالة والسلام والحرية ويسع جميع أهله ويكون رمزا للإنسانية وكل شروط الحياة الكريمة.

محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى