إفتتاحية :
من ( سوب أوبرا ) الحوار وحتى ركام المبادرات :
تسمية الحكومة والإعداد للانتخابات أكثر إلحاحاً
كثافة الجدل ، وغزارة الحضور من أهل الشرعيات الوهمية المثقوبة ، تذهب بهيبة قضايا البلد ، وتعمق من الشقاق ، وتوهي المرجعيات ذات الحد المعقول من القبول ، وتمنح الأجنبي تأشيرة لحشر الأنف في
شأن السودان لتمكين أجندة وسيلتها إشاعة الفوضى السياسة ، بلوغاً للسيولة نحو حالة اللادولة ، ومن ثم تقديم دور ذلك الأجنبي كطوق نجاة ليفعل ما يريد ..
إن بسط سرادق الحوار دون إطار موضوعي يحدد الأطراف ذات الثقل والفاعلية يحيل القصعة بأكملها لسبيل يكرع فيه من يكرع ، ولاتعدو عدته إصدار بيان مكرور المعاني والألفاظ ، أو استنهاض جمع ضئيل العدد صاخب الصوت ، أو اجترار هتافٍ عافته الأسماع وبلي من كثرة الرد . ويبدو جلياً أن غالب من يتنادون للقصعة يسبطنون صيغ المحاصصة في كعكة السلطة التي أدناها المكاسب والمناصب ، وأعلاها الهاث نحو موطئ قدم تحت إضاءات الإعلام لترسيخ مسميات لكيانات وهمية وشخوص نكرة تمهيدا لمعمع الانتخابات .
وفي مثل هذا الساح الشاجر بالهواجس تصلح كل تحركات الفريق البرهان ونائبه ، ومجلس السيادة كامتثال لقوله تعالى : وشاورهم في الأمر ، ثم من بعد تتكامل الصرامة عند قوله ؛ فإذا عزمت فتوكل على الله ..
لقد استطالت رحلة التشاور وآن لها أن تبلغ جوديها والطريق يبدو واضحاً .. الرئيس مطالب بإعلان حكومته ، ثم الشروع في الإعداد للإنتخابات .. عندئذ ستعلم بعثة الأمم المتحدة أن دورها ينحصر في الدعم للمرحلة الفاصلة فنياً ومادياً ولوجستياً . أما مصطلحات ( مبادرة ) ( بادر ) ( مبادرات ) فهي لن تعدو كونها كعب أخيلٍ يثقل الخطو تجاه صناديق الإقتراع المفضية للإستقرار المستدام ..
وختاماُ فالمطلوب أن يستلهم الفريق البرهان القول ؛
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
وهما بندان لا ثالث لهما مهما تعددت المبادرات ؛ أولاهما تسمية الحكومة الانتقالية ، والثانية الإعداد للإنتخابات . أما المبادرون فالأمثل أن يقال لهم شكر الله سعيكم .. عودوا لكياناتكم وقواعدكم وانشغلوا بالترتيب للصناديق وكلمتها الفصل .