راي المسار

إفتتاحيه المنطق السوي هو من منح البرهان ونائبه صولجان الفعل لا المصادفة العمياء

حديث المجاهد الناجي جانب السياق الموضوعي المحكَّم

اللقاء في منزل د. غازي لم يكن متاحاً بمعزلٍ عن الهواجس قبل هبة أكتوبر ! ..

– في عهد قحت كان مسموحاً للجميع بإحياء الليالي حتى الكافرة – السافرة عدا مناشط الإسلاميين ..

المسار نيوز إفتتاحيه المنطق السوي هو من منح البرهان ونائبه صولجان الفعل لا المصادفة العمياء

من قصور الفهم القدح في قيادة البرهان الذي  عبر من طالب حربي حتى الفريق مروراً بالمتحركات والخنادق .

الزعامة ليست رهينة بمن ( فك الحرف ) ورقى علمياً وفي عبر الدين والتأريخ وسياق الأمم متسع .

لم يكن أكثر المشتطين من التيارات الإسلامية ينتظر ما تناوله قطب المؤتمر الشعبي الأستاذ المجاهد الناجي عبد الله خلال إفطار الدكتور غازي صلاح الدين ، وهجومه غير المحسوب على رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان ونائبه الفريق حميدتي ، وعلى القيادي بالدعم السريع الفريق عبد الرحيم . وبديهي أن نذكر المتحدث أن التجمع داخل منزل رئيس حزب الإصلاح لم يكن ممكناً في حد ذاته ما قبل هبة أكتوبر ، وفي الذاكرة حادثتي قرطبة وزخات البنبان خلال إفطار الحركة الإسلامية في رمضانٍ مضى . إذن مجرد توفير متسعٍ لتجمع إسلامي هو من بواكير ما أفاضته قيادة البرهان وحميدتي على الساحة .
وفوق ذلك المتسع يرجع الفضل لقيادة القوات المسلحة أنها خلصت حزب الناجي من حكم خصمهم اللدود المؤتمر الوطني مع الوضع في الاعتبار أن ذلك الجمع لتوحيد الإسلاميين جاء على خلفية تغيير ديسمبر الذي أنهى حقبة حكم الرئيس البشير ، بحيث أدرك الإسلاميون ضرورات التوحد . كما أن تسنم البرهان ونائبه قائد الدعم السريع هو من فتح الباب واسعاً أمام استعادة العدالة للمعيار الذي برأ الإسلاميين وأحال رمضان لشهر فتوحٍ بالنسبة لهم .
وربما يكون موضوعياً نسبياً أن يتحدث الناجي حديثاً موضوعياً عن وجهة نظر حزبه تجاه الواقع الماثل ورفضهم له ، بيد أن الرجل سدر في هوجة من الإيفوريا مسترسلاً في الشتم الشخصي لقيادات الدولة السياسية من العسكريين ، وتحديداً على الرئيس البرهان ونائبه والفريق حميدتي . وليت أن شتمه الشخصي حمل مجزوءاً من التعقل والموضوعية عوضاً عن القول بأن الفريق حميدني قد تعلم القراءة عقب العام 2019 ، وهل التعليم ونقيضه هو المحدد الرئيسي للزعامة ؟ .. هل هي الإجازات العلمية العليا من حملت الملك عبد العزيز وجورج واشنطن والشيخ زايد وباراك أوباما لسدة الزعامة ؟ .. بل أليس هو خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأمي من حمل الرسالة الخاتمة التي هي هادي الحركات الإسلامية ؟ .. لو أن معيار الزعامة هو التحصيل العلمي إذن لجاء أهل السودان بالأرفع أكاديمياً لتنصيبه زعيماً ( بدون وجع راس ) . هل يجهل الناجي أن مستشاري الزعماء على مستوى العالم هم من أرفع الكفاءات الأكاديمية والعلمية لكنهم لم يجدوا حرجاً من الخدمة تحت زعماء تكاملت لديهم مقومات لا تكفلها أهلية الكتابة والقراءة .
أما الفريق البرهان فهو من تدرج في الرتب من الملازم وحتى الفريق .. كم من الدورات والبحوث والدراسات ينجز العسكري ما بين طالب حربي وحتى رتبة الفريق ! .. ثم يضاف لذلك مدارس الخنادق والمتحركات والسواتر والهجوم والإنسحاب التكتيكي وكل ذلك عايشه المجاهد الناجي عبد الله .
وبالنسبة للفريق حميدتي فإن الزعامة الحقة تتجلى في رجل من عوام أهل السودان لا من حضره يتمكن من تجييش عشرات الآلاف ينعقد لهم لواؤه بالطاعة ، ثم يحيلهم من مليشيا صغيرة لقوة يعتد بها . والأمر ليس محض مصادفة أو خبط عشواء بل أنه دور تعجز عنه الجيوش النظامية لتكمله مثل قوات حميدتي . خلال حوار صحفي ورداً على سؤال حول انسحاب الجيش من منطقة ليريا إبان حقبة الإمام الراحل الصادق المهدي ، عزا الإمام الصادق الانسحاب لحقيقة أن الجيش النظامي تعجزه حرب العصابات ؛ ومن رحم هذا الواقع تولدت أهمية قوات الدعم السريع . ولم تقف قدرات الزعامة لدى قائدها عند تلك المحطة بل مضت بالرجل نحو تطوير تلك القوات لتبلغ مصاف وقيم وأخلاق القوات النظامية ، وتسهم في حراسة الأمن القومي للبلاد . أما حديث الناجي عن الفريق عبد الرحيم فهو لا يوجب التعليق من حيث كونه مجرد ( شتيمةٍ ) لا تستند لساق .
عندئذٍ حق أن نقارن موقف المؤتمر الشعبي وشطط الناجي ،
بتعقل الوطني تجاه الواقع الماثل، وكيف تجاوز بروفسور إبراهيم غندور ، والقيادي أنس عمر ، أية مرارات ليحتفظوا يكامل الأوراق في أيديهم . وطبيعي أن حذق الممارسة السياسية يملي على الممارس أن لا يقذف بكل الأوراق دفعة واحدة على الطاولة ، بل أن يرمي بها عبر الريث والأناة والتدبر بتدرج يبلغه أهدافه .
الغريب أن القيادة الماثلة ممثلة في البرهان ونائبه ورفاقهم هي من خلصت البلاد من العبث الشيولبرالي ، المفترض أنه العدو الأول للحراك الإسلامي ، إلا أن تكون البوصلات قد خضعت لمعايرةٍ جديدة حدت من غلواء الخصام بين تلك المعسكرات وبعض مكون الإسلاميين .
وختاماً ليس من منطقٍ أو مصلحة تضع المجاهد الناجي في موقف استعداء رفقاء المتحركات من شاركهم الخنادق أبخرتها وترابها ونكهة الدم والرصاص ، فيما تقض أصداء التكبير والتهليل مضاجع المتربصين بقيم الوطن ومواريثه وترابه وأمن إنسانه ، ومن تصدوا لعبث أغرار الشيولبرالية الخصم الأكبر لقيم الدين والتدين عبر هبةٍ أعادت رصانة وصرامة المعيار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى