إلى جيشنا العظيم: لن ندعك تسير وحدك!!
الدكتور/ عمر كابو..
من أوتي شيئًا من العلم بلغة الأرقام الرياضية يدرك أن نادي ليفربول أو الليفر كما ينطقها مشجعوه هو أكثر نادٍ إنجليزي حصدا للبطولات الأوروبية والنادي الثالث خلف نادي ((ريال مدريد)) و((اسي ميلان) ) على مستوى البطولات الأوروبيةوقد تربع على عرش الكرة الأوروبية آخر مرة عام ٢٠١٩ أهم من ذلك فإن الفريق قد طغت جماهريته كثيرًا في إفريقيا وعندالعرب بفضل اللاعبين العربي المصري ((محمد صلاح)) والإفريقي السنغالي ((سادي مانيه) )
هذا الفريق يتميز بجمهور مفتون به يشجعه بحماسة منذ عام١٨٩٢ وحتى الآن متخذًا شعارًا جادًّا رسم كلماته بعناية ودقة عكست ذلك الافتتان الغريب والتعلق العجيب :- ((لن ندعك تسير وحدك)) عبارة آسرة مثلت ترنيمة الأمل وأيقونة المؤازرة لفريق لا يرضى الهزيمة ويقبل التحدي ولايهاب الأقوياء..
ولأن العبارة آسرة فقد أسرتني وطوقتني منذ زمن بعيد ظللت أستلفها لسان حالٍ ومقالٍ كلما تعرضت قواتنا المسلحة الباسلة لهجمة شرسة ضارية ولا أقول انكسار فمثلها لا يعرف الانكسار ولا الإحباط ولا الهزيمة٠
مارسوا معها كل الحروب النفسية فصمدت وصبرت على الأذى شعارها دومًا ((ورا مؤمن ارموا قدام)) وفتحوا عليها كل الجبهات القتالية في آن واحد جبهة في الجنوب وأخرى في الشرق وثالثة في النيل الأزرق ورابعة في الغرب فاستطاعت أن تصدهم وتنتصر في كل معاركها انتصار الأقوياء الفرسان الشرفاء مكبدة جيوش الخونة خسائر جسيمة مذلة في المال والرجال والعتاد٠
قواتنا المسلحة ياسادة لم تخن يومًا شعبها فقد حفظت ذاكرة السياسة السودانية قائمة طويلة طويلة لقيادات سياسية رهنت نفسها للخارج خيانة وارتزاقا وعمالة وجاهرت بخيانتها وعمالتها٠٠ لكن ذات الذاكرة عجزت عن أن تدون اسم عميل عسكري واحد انتمى إلى المؤسسة العسكرية خان وطنه وباعه بثمن بخس٠ ذاك وحده كان كفيلًا بأن تسارع المخابرات الأجنبية وتفرض موضوع تفكيكها كأهم جند من أجندة الفترة الانتقالية حتى أضحي الشغل الشاغل لها تنبح به (صباح مساء) ٠من أسف فإن هذه المخابرات الأجنبية قد نجحت في مسعاها الرامي إلى زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتبقى لها تفكيك قواتنا النظامية جيشًا و أمنًا وشرطة ليخلو لها وجه الوطن فتقسمه إربًا إربًا وتنهب موارده مستغلة في ذلك قوى اليساريين وتمردهم على قيم الشعب ودينه وتقاليده..
لكن بحول الله وبقوته ووعي هذا الشعب وثبات قواتنا النظامية لن تنجح هذه المخابرات الأجنبية في مسعاها الخائب٠٠ فهذا الشعب الذكي يدرك ببصيرته النافذة أن تفكيك القوات المسلحة يعني ضياع أمنه واستقراره وطمأنينته العامة وسلامه الاجتماعي٠ ويعي ويدرك أن القوات المسلحة تمثل له آخر طوق نجاة فانهيارها يعني أن يتحول المواطنون إلى لاجئين أجانب يتكففون الناس في أزقة المعسكرات بدول الجوار حيث المذلة والشتيمة والهوان٠
ويعلمون أن التفريط في القوات المسلحة يعني نهاية ووداع دولة اسمها السودان ولذلك تعددت المنابر والمبادرات الرامية لدعم القوات المسلحة ماديًّا ومعنويًّا..
فقد سرني البارحة تلبية مبادرة ((إعلاميون لحماية السودان ودعم القوات المسلحة) ) والتي يقف من خلفها الزميل الصحفي النشط عمر سيكا أحد كوادر الإذاعة الطبية البارزة بترتيب جلسة حوار هادئ وهادف مع سعادة اللواء الصادق الطيب عبدالله الكرسني مدير التوجيه المعنوي للقوات المسلحة فارس واثق الخطوة ممعن في المعرفة يشعرك بهيبة العسكرية ويمنحك إشارة المرور لقلبه الذي وسعنا حلما ورحابة وبشارة حاورنا بلغة السهل الممتنع دون مبالغات أوتعقيد وأركان حربه وسلمه العميد دكتور عبدالقادر الشيخ مدير إعلام القوات المسلحة نموذج جاد لسلامة الفطرة وتوفيق في الرؤية والبيان والهدف
والعقيد بدرالدين الفاضل مدير إعلام التوجيه المعنوي عزيمة لاتفتر ومضاء دونه كل مضاء٠جلسنا عندهم زهاء الساعتين استمعوا لمبادرتنا باهتمام وأجابوا على تساؤلاتنا بحكمة ودراية وأزالوا عنا قلق المسير وأحاطونا بعناية وكرم وبشاشة٠
خرجنا من عندهم وقد اتفقنا على أن هذه المؤسسة العسكرية لاخوف عليها في وجود هؤلاء الرجال
وحزمنا أمرنا وعزمنا وأقسمنا ألا نترك هذا الجيش يسير وحده مادامت فينا عين تطرف٠ القوات المسلحة يجب أن نحافظ على قوميتها بعيدا عن أي محاصصات حزبية أو اثنية بعقيدة وطنية خالصة٠
فقد أعلناها صراحة للواء الصادق أن شعار المرحلة القادمة بالنسبة لنا الجيش الجيش لاغيره٠٠ لن نتركه يسير وحده فما علينا إن جددنا العهد الآن له :—((لن ندعك تسير وحدك)) ٠