استحالت البراءة وأصبح الإعتذار حتماً : قحت وصناعة الإنحطاط غير المسبوق
أهل البلد : التسامح غير وارد والنسيان مستحيل
بقلم رئيس التحرير
مربع السوء أدرك أن لا مخرج من وهدة السنوات الثلاث سوى الإعتذار المخل ، رغم أن الاعتذار المقبول يلزمه مبررات موضوعية.
وتناوبوا التباكي في الفترة الأخيرة وأيهم يسعى لغسل أدران مازجت الدم والعروق بماءٍ آسنٍ لا تطهره أعتى المنظفات ..
ومن اعتراف وجدي صالح باخطاء جوهرية في عمل لجنة التمكين ، مروراً بمقال السكرتير الصحفي لحمدوك ، ثم تسريب اتفاق دفع مرتبات مجموعة ال 15 بزعامة حمدوك ومكتبه من الاتحاد الأوروبي وحت تصريحات مريم الصادق وهجومها على عبدالله رئيس وزراء قحت .. وكذلك هجومها على لجنة التمكين ، يبدو أدراكهم لأن جرائرهم أصبحت وصمةً بمثابة الوسم في عنق البعير لن يمحوها حتى ذبحه .
ولقد حلت الجماعة وتسيدت السوح كخطرٍ ماحق استصحب الخراب في كل منعرجٍ وكل ثنيةٍ ، وأزكم فسادهم المالي والسياسي والإداري أنف التأريخ ، ليؤرحوا لأسوأ حقب الإنحطاط في تأريخ البلاد .
ولقد مثلت وثيقتهم المثقوبة التي حاكوها على نول مصالحهم الحزبية ، بحيث تنفي كل من عداهم من خارطة الوطن البوابة الاولى للخراب ، وبنوا عليها كل هتافات المواكب الشاجرة بتجريم الآخر – كل آخر – . ثم أنهم عبأوا رئة الأفق بكل ما يجافي قيم البلاد واستبدال الثقافة الغالبة بخليط مشوش من الإنحلال القيمي تقرباً للبرالية الغرب كولي لنعمتهم . ثم قسموا المجتمع لفئتين واحدة هي قوى الثورة وأخرى نقيض ذلك .. واحدة هي القوى الديمقراطية وأخرى نقيض ذلك .
الغريب حقاً أن منتجهم النظري يباغض ما هو عملي ؛ فهم يهتفون بالديمقراطية لكنهم يرفضون الانتخابات .. ينادون بالحرية ويصادرونها على كل آخر .. ينادون بالعدالة وينتهجون ظلماً أكثر حماقةً وطيشاً من كل صنوفه التي شهدها العالم ، وليس أدل من رفض السلسلة العدلية لكل أحكام لجنة الظلم الغبي .
ثم أنهم هم من تنادوا ونادوا العوالم لمنبر جوبا عندما حملت الطائرات غثاء سيلهم لحضور توقيع الاتفاقية ، ثم كرسوا مقولة “السلام سمح” ، وذلك بفرضية أن قيادات الحركات أقرب لمفاهيمهم لتعضد خطاهم الطائشة ، بيد أنهم انقلبوا على الإتفاقية ورموزها من كل الأطراف يوم أن أثبتت قيادات الحركات ممثلة في مناوي وعقار وجبريل استقلالاً في تعاطيها مع الشأن العام ، ونضجاً سياسياً لا شأن له بصخب النشطاء .
وفي غالب الأمر فإن فض الشراكة في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام المنصرم ، وما لحق من تأييد لتحرك البرهان حتى من القوى التي مثلت ظهيرهم ، ثم رويداً وهن أدواتهم من تخريب ومسيرات وتعويل على الكيانات الشبحية لم يترك لهم خياراً سوى اعتذاريات النابغة الذبياني من شاكلة :
أتاني أبيت اللعنَ أنك لمتني
وتلك التي تصكُ منها المسامعُ
أو نظيره الحطيئة :
ألقيت كاسبهم في قعرِ مظلمةٍ
فأغفر عليك سلامُ الله يا عمرُ
وبالخواتيم فقد خذلت جرائر النابغة والحطيئة كل احتمال للغفران ..
الآن يقول أهل البلد كلمتهم رغم الإعتذارات الفجة أنه لا مجال لا للتسامح أو النسيان .