البرهان : كيف تمكن من الامساك بكل خيوط اللعبة السياسيةفي السودان
رصد: المرصد السوداني
قالت جانيت إليغوت، المسؤولة السابقة بالبيت الأبيض عن الشؤون السودانية ومسؤولة الاتصال بين مكتب التحقيقات الفيدرالية والحكومة السودانية سابقاً، قالت “إن السودان كان متجهاً لحرب أهلية لولا تدخل الجيش”. وأوضحت أنه “آن الأوان لبناء أواصر الثقة بين العسكري والسياسي على قاعدة احترام إرادة الشعب بمشاركة جميع الأطراف.
وفي وقت سابق قال سياسي سوداني شهير أن دبلوماسي أسر له بإعجاب الغربيين الخفي بقدرة البرهان وحنكته في العبور ببلاده المضطربة وتفادي السودان، ببراعة، مصير دول الثورات العربية المشابهة مثل سوريا واليمن وليبيا التي إنزلقت في إتون حروب أهلية راح ضحيتها الملايين وفقدت سيادتها بالكامل مثلما يحدث في ليبيا التي تستعمرها مجموعة من الدول على رأسها تركيا وروسيا وكذلك سوريا التي فقدت قرارها الوطني لصالح إيران وسوريا. حديث الدبلوماسي الغربي ليس مستغرباً وإن لم يعلنه صراحة إلا في جلسات الأنس الخاصة في الخرطوم.
لقد نجح البرهان في قيادة سفينة بلاده وسط أمواج متلاطمة وتشظي سياسي وقبلي لم يمتحن نظرائه السابقين الذين حكموا بإسم المؤسسة العسكرية مثل المشير جعفر نميري والمشير عمر البشير.
رغم ان البرهان تنقصه المعرفة اللصيقه والشاملة بالنخبة السياسية في الخرطوم لجهة أنه في الأصل مقاتل ميداني تجول بين حرب الجنوب وحرب دارفور والأخيرة جمعته برفيقه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع. البرهان-من هذه الجهة- غريب على مجتمع الخرطوم السياسي ولكن هذه ميزة جعلته يقرأ الملعب من خارجه ونجح، حتى الآن، في الإمساك بقوة بخيوط اللعبة السياسية في يده مستعيناً بالخبرات البشرية المتوفرة في الجيش والمخابرات والاستخبارات العسكرية وبجراءته في اختراق العلاقات الإقليمية وتجييرها لصالحه وخير مثال لذلك لقائه المفاجئ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مطلع فبراير 2020 وهو اللقاء الذي أدخل البرهان في قلوب الأمريكان مرة واحدة، حينها صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، إن بومبيو دعا البرهان لزيارة واشنطن، وأبدى استعداده للعمل معا من أجل “علاقات ثنائية أقوى، بين الولايات المتحدة والسودان”. وهكذا بضربة واحدة ضمن البرهان دعم أقوى عاصمتين مؤثرتين في العالم: واشنطن “عنتبي في وتل أبيب