أبرز الأخبار

البرهان وتغيير قواعد اللعب

المسار نيوز البرهان وتغيير قواعد اللعب

المرصد السوداني

بالأمس ظهر البرهان على منصات التلفزيون ليعلن للشعب السوداني أن الجيش سيعود لثكناته ولن يشارك في أي حوار سياسي ك (طرف) وسيتم حل مجلس السيادة بعد أن تجلس كافة الأطراف السياسية وتقوم بتشكيل حكومة وفاق وطني تضطلع بإستكمال مهام الإنتقال الديمقراطي في السودان ، ليكتفي الجيش بتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة يشرف على مهام الأمن والدفاع .
هذا الخطاب أربك المشهد السياسي السوداني وزاد من حالة الفوران الداخلي وسط المكونات السياسية التي لم تتوقع خطوة مثل هذه لذلك شكك البعض في نوايا البرهان ووصفت الحرية والتغيير بأن بيان البرهان هو قبول ( ظاهري) بفكرة (عودة الجيش للثكنات) مع افراغها من محتواها ، ليردفوا بأنهم يريدون مغادرة البرهان أولا ثم تشكيل حكومة من قوى الثورة  ، ولا يخفى على أحد أن الحرية والتغيير تسعى لخلق فراغ فراغ دستوري في البلاد ولا يمكنها ملئه وتلقي باللائمة في آخر المطاف على الجيش وقيادته  .
ألقى البرهان ذلك الحجر الثقيل في بركة الحياة السياسية السودانية وغادر صباح اليوم إلى نيروبي بصفته رئيسا لمنظمة  ال (إيغاد )  ليعقد لقاء مغلقا مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لتوافق حول كيفية إنهاء التوتر بين السودان والجارة الشرقية على خلفية العمليات العسكرية التي قادها البرهان بنفسه بمنطقة الفشقة الحدودية الأسبوع الماضي .
كان بيان الحرية والتغيير في ردها على مبادرة الرئيس البرهان ، مليئا بالتناقضات ووضع العقد في المنشار ، وكررت بشكل أكثر تركيزا على الإصلاح الأمني والعسكري وإعادة بناء المنظومة العسكرية ، كما أنها لا زالت مصرة على صناعة اصطفاف واستقطاب سياسي بين المكونات السياسية وذلك بتفسيرها لتعبير (المدنيين) الذي ذكره البرهان في خطابه معللة بأن البرهان يخلط بين قوى الثورة التي قاومت الانقلاب وتلك الأطراف المدنية التي دعمت الانقلاب أو كانت ضمن منظومة النظام البائد ، أي أن المجلس المركزي للحرية والتغيير يريد أن يجعل نفسه في كفة بإسم القوى المدنية التي هي الأحق بحكم البلاد وكل من سواه في الكفة الأخرى ،  وهذا هو الإستبداد المدني في أسوأ وجوهه وأبشعها ، والذي يجب على كافة القوى خارج المجلس المركزي مناهضته  والوقوف ضده  .
يبقى أن ما ينقص خطاب البرهان هو الأجل الذي يحكم هذه المعادلة وفترة السماح المطلوب خلالها تشكيل الحكومة الإنتقالية المقبلة ، فالقوى السياسية (غير المجلس المركزي) قادرة على خلق إصطفاف موازي يجعلها قادرة على تشكيل حكومة تسيير أعمال تقوم بإستكمال مهام الإنتقال وإدارة ما تبقى من الفترة الإنتقالية حتى قيام الإنتخابات  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى