الراية البيضاء
د. أحمد عيسى محمود
بات في حكم المؤكد توديع قحت للمشهد. وكأني أرى رايتها البيضاء تلوح في الأفق السياسي استسلاما للواقع. كيف لا. وكل المعطيات على أرض الواقع تشير لذلك. الداخل أدار ظهره تماما بعد أن جف الزرع والضرع. وقد رأى منها (نجوم القايلة) طيلة ثورة سفاراتها المصنوعة. والمحيط الإقليمي تيقن بأن مصلحته مع العسكر. أما المجتمع الدولي فقد فضحها في رابعة النهار في المحافل الدولية بعد أن أوقعته في فخ طفولتها الفجة. وعودة لعسل الوزارة ها هي توافق على مفاوضة العسكر كما نقل موقع تسامح نيوز تصريحا لها يقول: (الحرية والتغيير تتراجع وتكشف عن إمكانية مفاوضة العسكريين). لكن لم يكشف لنا الموقع عن مصير اللاءات الثلاث التي رفعتها في وجه البرهان وهي تتراجع؟. وكذلك الفطائس ما بعد ثورة البرهان التصحيحية وهي تتراجع. وماذا أعدت قحت للجرحى وهي تتراجع؟. وما هي الحجة المنطقية لإقناع المخروشين والمطلوقات بذلك وهي تتراجع؟. كل ذلك وغيره لا إجابة له عندها. بل اللهم إلا الوعود الكاذبة فقط وهي تتراجع. وهل نسيت قحت بأن الكرة في ميدان العسكر الآن. ماذا هي فاعله إذا العسكر رفضوا؟. هل لديها كروت ضغط جديدة غير التي خبرها العسكر (الكذب والتدليس؟). إنها يا سادة قد لفت حبل كذبها القصير في عنقها. وهي الآن في وضع لا تحسد عليه. لذلك نناشد التيار الإسلامي العريض بأن رياح التغيير قد هبت من كل حدب وصوب تجاه خيام القوم (وما يعلم جنود ربك إلا هو). حاصروهم بقوة المنطق. حاسبوهم بنزاهة القانون. اكشفوا عن زيغ أفعالهم التي يندي لها جبين الإنسانية على مر التاريخ البشرى بالإعلام الموجه. حذروا الأسر من شرورهم باستخدام أولادهم وبناتهم تحت تأثير حبوب الخرشة. والابتزاز (بحاجات تانية حامياني). وخلاصة الأمر إنها الفرصة المناسبة للإجهاز على قحت بالضربة القاضية بعد أن تفرقت في وادي السياسة أيدي سبأ. وخير شاهد على ذلك سوف تظهر (قحت٣) في الساحة في بحر هذا الأسبوع. هنيئا للشعب مقدما بتخريب قحت لديارها بأيديها وأيدي الذين آمنوا. وعودا حميدا لحياة الأمن والرفاهية التي كان ينعم بها تدريجيا.
الأثنين ٢٠٢٢/٢/٢١