مقالات

امريكا( عقوبات )

المسار نيوز امريكا( عقوبات )

معاذ طه يكتب

فاجأتنا( ماما ) امريكا فجأه( كدا ) بفرض عقوبات علي قوات الاحتياطي المركزي السودانيه، وذلك حسب قانون ( ماغنيتسكي ) الامريكي كما جاء في حيثيات القرار ، بعد ان اتهمتها بانتهاك حقوق الانسان و استخدامها القوة المفرطة في التعامل مع المظاهرات والحراك الثوري في البلاد.

  • قانون( ماغنيتسكي ) الذي صدرت بموجبه هذه العقوبات اقر منذ العام ٢٠١٢، بعد ان قدم الحزبين الديمقراطي والجمهوري مشروع القرار للكونغرس ، وصادق عليه الرئيس اوباما حينذاك .
    القانون اجيز اصلا لمعاقبة الشخصيات الروسيه والتي اعتبرت مسئؤله عن مقتل محاسب الضرائب( سيرغي ماغنيتسكي ) في السجن آنذاك ، لذلك تم تسمية القانون باسمه، ليعمم ويطبق بعد ذلك منذ العام ٢٠١٦ علي كل الشخصيات المتهمة بالقمع وانتهاكات حقوق الانسان حول العالم، بالحجز علي ارصدتهم ومنعهم من دخول امريكا وعقوبات اخري .
    *مع افتراض صحة الانتهاكات والقمع من القوات ، فان العقوبات الامريكية تبدو غريبة وغير مفهومة الدوافع لدي الكثيرون من ناحية استنادها علي القانون نفسه من جهة، وكيفية تطبيقها عمليا علي القوات من الجهة الاخري، نقول هذا لان قوات، الاحتياطي المركزي اصلا احدي وحدات الشرطه السودانيه وتحت إمرة وزارة الداخلية، وبالتالي فهي ليس قوات مستقلة بذاتها او مليشيا مسلحه مثل قوات الحوثي او حزب الله مثلا ، وبالتالي فان عملها ومالها وعتادها انما يكون وفق تعليمات وسلطات وزارة الداخلية وحكومة السودان بالكامل.
  • وحتي لو افترضنا جدلا ان العقوبات ستوقع علي منسوبي هذه القوات كاشخاص ، يبقي السؤال هنا هل تملك امريكا قائمة كاملة بأسماء هذه القوات ، وهل توجد لديهم ارصدة بالفعل هناك ليتم التحفظ عليها ، وبالنسبة لحظر السفر، فماذا سيستفيد الثوار من منع هذه القوات وقادتها من دخول امريكا حتي مع احتمالية انهم قد يرغبون في السفر اليها.
  • اظن ان امريكا لو كانت جادة في عقوباتها هذه، فكان عليها ان توقعها راسا ( ahead ) علي حكومة السودان والقادة العسكريين في المجلس السيادي مثلا ، حتي يمكن تنفيذها عمليا، ويكون لها اثرها علي الحراك الثوري واحداث تغيير في الراهن السياسي للبلاد، اذن علاما هذه ( اللفة ) الطويله، ( والطعن في ضل الفيل ) ، بدلا من طعن الفيل مباشرة يا ( ماما ) امريكا .
  • امريكا يا سادة ومنذ ( خيبتها ) وخسارتها في العراق واخيرا افغانستان، اصبحت لا تملك غير سلاح العقوبات – رغم قوتها وترسانتها العسكريه – لاخافة خصومها ، وتحقيق مصالحها الخاصة، مستفيدة في ذلك من تحكمها في النظام المالي العالمي ( السويفت ) ، وحركة التجاره العالميه، وتعاون أصدقائها الاوربيين معها .
    *ربما السبب الذي جعل امريكا تعتمد علي العقوبات و تتبعد عن الحل العسكري والتدخل المباشر، هو ان اي عمل عسكري وتحريك للقوات يتطلب موافقة الكونغرس اولا والذي يفرض شروط صارمة للموافقة وعلي تمويل اي تحرك عسكري للقوات خارج الحدود، كما ان الراي العام الامريكي لديه حساسية مفرطه تجاه اقحام اي قوات امريكية في معارك خارجيه مهما كانت الاسباب ما لم تتعرض امريكا ومصالحها للخطر مباشرة ، وأن مقتل جندي امريكي واحد فيها قد يقيم الدنيا ولا يقعدها هناك .
    واخيرا نقول ان هذه العقوبات ورغم اعجاب البعض بها وتعويله عليها ، الا انها ستبقي حبرا علي ورق كما يقولون ، لأن المعاقب وما قد يعاقب عليه غير موجودان عمليا، وفي تقديري الخاص اعتبر تلك العقوبات مناورة ذكيه ودعم ( صوري ) من امريكا لارضاء الحراك الثوري ودعاة المدنيه، وفي الوقت نفسه لا تخيف ولا تثير غضب البرهان والعسكر…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى