دماؤهم أغلى وعلى الباغي انتظار الغضب الرشيد
بقلم رئيس التحرير
كانت أكفانهم هي “الكاكي” شرف البلاد ورمز البذل الصادق .. نعاهم الجيش فارفضت القلوب غضباً ، وود كل وطني متجرد أن يأخذ الثأر بيديه عنوةً واقتداراً . وإذا كان الجيش الإثيوبي قد مضى الأقصى بقتل الأسرى والتمثيل بجثثهم فإن رسالة الشهداء للأمة أنهم يتجهون نحو الثغور ويضعون أسوأ السناريوهات بما فيها ما أقدم عليه جيش أثيوبيا متنكراً لشرف القتال وأدبياته .
ولعمر أبيك ما كان المسار متخذاً موقف الحياد تجاه القطعيات الوطنية منذ بواكير الصدور . وأي هم أوقع من دمدمة الغضب الوطني الرشيد في صدور من يبذلون الأغلى حتى نكون ! ..
المسار تطلب إلى أهل السودان كافة بكل قطاعاته أن لا يتأخر عن أتون المعمع المحامي عن شرف البلد ، ذلك أن جيشاً قدم من البطولات أرفعها قامة منذ فجر تكوينه جدير بأن نتجحفل خلفه في كل ثغرٍ ، وأن نستعيض عن أرائك المتفرجين والسفه السوقي الوضيع بمراقي الرجال وأهازيج الكرامة ..
وعهد أهل المسار مع الجيش ليس بالأمر الجديد ، ودونك عملاً لرئيس تحريره كتب منذ أكثر من ثلاثة عقود :
ما عدتَ وحدك في الاتون ..
هذا ولاؤك سافر شمس لمعنى أن نكون ..
لله .. للوطن المسافر عبر اخيلة الثقاة ، وفي اختلاجات العيون..
هذا لواؤك يعتلي هام الرجال يزينه التكبير والتهليل والقسم الرصين ..
ضوء من الافعال يغسل صفحة الوادي من النزق الرخيص ، من التهافت و التزلف والولاءات السجون ..
لله در ولائكك المسكوب ترياقا بنبض الفعل يأبى أن نهون ..
**
تربت يمينك يستطيل بها العلا محروقة معروقة من حرفة الابطال تنسج حلة الآتي وملحمة الشروق ..
وحبال صبرك فوق ويلات التشرذم والتنافر والعقوق ..
عيناك تختزل الغشاوة والدجى الممتد ، تكتشف الطريق ..
والصدر صومعة الكرامة دوحة الإيمان ، أصل ثابت وفروعها وهج البروق ..
**
هذي الخطاوي كل شبر يألف الرجلين تقهر غابة الاشواك و الاسلاك و الالغام تسخر من قناعات المقاهي وابتسامات النفاق .
وارائك المتفرجين تغص بالترف البذئ وبالمدجن من عبارات الرفاق ..
أين الذين يسورون الليل بالترف الحنون ..
من مدفع يغلي يقهقه فوق سقف الغاب يبتلع السكون ..
أين احتدام كبارنا وصغارنا والمخبز القاسي وليل قد يطول على رغيف او طحين ..
من فتية يتدارسون على مدامع شمعة ثكلى تهوم حولها الاهوال والجرحى ورائحة المنون ..
( لن نستكين ..
قف : صامدون ..
قف : سجلوا عنا خنادقنا مقابرنا) ، وتصهل راجمات الموت تنقطع الاشارة يغرق الارسال في أفق ضبابي حزين ..
هذا بريد كتيبة الشهداء يحكي قصة الشرف المعتق عبر ذاكرة القرون ..
**
والحرب تزحف تستزيد ضراوة وثفالها يذري هشيم الموت تحترق الحقول ..
والجوع ينهش لحم من بالغاب يرمق في اسى درك الأفول ..
ماتت مواويل الرعاة يزفها فرح الطبول ..
وتقيأ التاريخ قصابا يدك اواصر الوطن المسالم يفعل البغضاء عبر مخالب الصلف العميل .. **
وكتائب الفتيان تمضي تمهر التاريخ عبر قذيفة تصحو وعاطفة تنام ..
والخندق المسكون بالتكبير ينثر عطره الممزوج بالدم والشهادة من هنا يلج السلام ..
والخوذ تغرق في الضنى والابتسام ..
هذا هو الوعي الخرافي الذي يختار خاتمة الكلام ..