رخصة الإفطار في نهار رمضان للمتعاملين مع الحكومة
أمل الكردفاني
في عهد الرسول (ص) لم تكن هناك مرافق حكومية تذكر، ولا طلبات اوراق ثبوتية وتصوير مستندات وموظف حسابات. أما وقد اختلف الأمر اليوم فإنني أرى (من باب الطرفة) جعل الذهاب لمصلحة حكومية رخصة للافطار.
لماذا؟
إذا كان ليس للمريض حرج في ان يفطر في نهار رمضان وكذا المسافر،..الخ فإن الذاهب لمصلحة حكومية للتعامل معها ايضاً يجوز له الإفطار. بل من باب اولى يجوز له الإفطار في نهار رمضان.
(ماشي وزارة، ماشي هيئة، اكسر صيامك عادي وابلع حبوب السكري والضغط والقلب).
لماذا؟
إليكم الأسباب:
إذا كان السفر من سبعين أو ثمانين كيلو (بحسب فتوى ابن باز) تجيز الافطار، فإن قطعها بالسيارة لا يتجاوز ساعة. ولكن عندما تذهب إلى مصلحة حكومية الساعة التاسعة صباحاً فأنت تخرج منها الساعة الثالثة عصراً (يعني ست ساعات). وإذا كنت مسافراً على ظهر دابة، فأنت في المصلحة الحكومية واقفا (على رجل كلب)، كل تلك الساعات، من موظف يخدعك ويوجهك توجيهات خاطئة لموظف آخر، والموظف الآخر يخدعك بدوره ويوجهك لموظف ثالث وبعد ثلاثة موظفين أو أربعة تبدأ إجراءك من الموظف الأول، وطوال تلك التنقلات فأنت تنتقل من طابور لطابور، وتضطر للعودة للطابور الأول (للموظف الأول الذي خدعك)، وهكذا. وما بين كل هذا، اختفاء الموظفين للذهاب للإفطار، الساعة العاشرة والنصف ثم بعدها للصلاة، وأنت واقف في الطابور لقرابة ثلاث ساعات كصامولة محلوجة. ومع عودة الموظف (الزهجان باستمرار) تحدث المشاكل في الطابور بين المواطنين والموظف، الذي يغضب ويغادر المكتب، وستجد بعض المواطنين يقفون مع الموظف من باب (استرضائه والحصول منه على ميزة الافضلية) حتى لو كان على باطل (المواطن المتدهنس نموذج مصغر لزعماء الأحزاب السياسية القاعدين يتدهنسو في القصر وهم في انتظار مقابلة البرهان).
بعد نهاية الإفطار والصلاة، (تطش الشبكة)؛ (وهذه ثلاث ساعات أخرى)، وفي الساعة الأخيرة من انتهاء الدوام هناك (الموظف المسحراتي)، من هو الموظف المسحراتي؟ الموظف المسحراتي وغالبا ما يكون امرأة هو الذي لا يكتفي بمغادرة مكتبه بدون انهاء اجراءات الجمهور، بل ينظر لأطول صف ويصيح للموظف الذي يقف أمامه الطابور،
- لسة ما انتهيت؟
فيجيب الموظف الذي سعد بإعلام الجمهور بنهاية دوامه: - خلاص قربت آخر معاملة.
فيصر الموظف المسحراتي: - أي وقف.
يلملم الموظف المسحراتي مفاتيحه ويقف أمام باب المكتب في انتظار الموظف الذي يعمل (يغلغل في الجماهير ويوتر الموقف زيادة)، الجماهير تقلق بالفعل ويبد صف الطابور في الانحناء، لأن كل مواطن يرغب في أن يكون في اول الصف ويخلص معاملاته قبل مغادرة الموظف.
الموظف المسحراتي يزيد التوتر: - خلاص ولا لسة؟
- اي قربتا..
يلملم الموظف الشغال أوراقه ويضعها في درجه وينهض وهو: - خلاص انتهينا..
على المواطنين العودة غداً للدخول في دوامة جديدة.. يغادر الموظفان.. والغريب أن الموظف المسحراتي يذهب في طريق والموظف الآخر يذهب في طريق مختلف.
ونعود للفتوى التي أُصدرها انا شيخ الكردفاني وأنا مسؤول عنها مسؤولية شاملة كاملة وذنبها علي لو اخطأت:
الا يجوز الافطار في نهار رمضان لو ذهبت لمصلحة حكومية؟
أترك لكم الإجابة..