رسالة واضحة وبرهان
لقد خاب فال المهرجين والمرجفين في المدينة والذين يحسبون أن السياسة طق حنك ومجلس أنس ومن يجعلها مصدر دخل ووسيلة تكسب وعرض خدمات أي كان نوعها تجلب له الدخل ويضحك بضحاكاتها والكائن يكون مادام هو في أحسن حال وهنالك الذين يخوضوا مع الخائضين ومنهم من ليس له سهم من قريب أو بعيد ونسي أهله وقد يكون أنكر وطنه وتجده يتحدث عن الثورة ولم يرم من أجلها حجر ولم تصبه شوكة ولم يعثر علي الطريق ولم ينقطع له حذاء ومن تحجبه جدر السجن السميكة وغرفه المظلمة ولم تدم قدميه في مسيرة ثم يعلو صوته تهريجا وتجريحا ولم يكن له عطاء بل هو بلاء وداء عضال ويحسب أن الوطن يبني بلعب العيال ويرسل كلامه علي علاته ويظن أنه قد أدي الرسالة وبلغ الأمانة وهو لم يكن أمينا حتي مع نفسه ناهيك أن يكون مؤمن بوطنه الذي جعله ظهريا ورماه بكل داهية وهو أصلا لم يعش مرارة الحرمان بل فر من أمه وأبيه وغاب سنين عنهم وكان شحيحا ولم يرسل لأهله فلسا ثم يتحدث عن الثورة وها هو قائد وحامل أمال وطنه واضعا معناة شعبه شارحا للأمم المتحدة وفي دورتها السابعة بعد السبعين موقف بلاده وها هو القائد البرهان يخلده التاريخ إذ حمل اسم السودان الي المحفل الدولي بعد غياب دام وهذا في حد ذاته يعتبر نجاحا منقطع النظير مع روعة الخطاب وشموله وصريح عبارته التي لم تكن حمالة أوجه بل الذي تعهد به الي شعبه ذكره في المحفل العظيم وأشهد عليه العالم ثم أن خطابه كان شاملا يجب علي الكل الوقوف عليه فقد أوصل رسالة السودان التي لم تسمع بها المحافل عدد سنين وهذا هو القبول الذي غاب عنه الوطن وحمله البرهان ثم أشهد عليه العالم متعهدا بالوقوف مع كل المواثيق الدولية داعيا العالم الي النظر للسودان القطر القارة التي يمكن أن تكون مصدر الغذاء لما تتمتع به من أراضي زراعية وموقع ممتاز ، فماذا بعد هذا الخطاب الذي كان قمة الدبلوماسية الذي أبان بلسان مبين السودان ما به وما عليه ، وبهذا يكون البرهان قد أوصل رسالته الجلية الواضحة وعلي المترددين والمشككين أن ينظروا ملئا في جدية قائد الجيش الذي لم نعهد عليه كذبا ولا نفاقا ثم يعيدوا النظر ويتحسسوا الروؤس لعلهم يعود إليهم الرشد ويعمل الجميع جيشا وشعبا وأحزابا من أجل وطن السلام .
*شندقاوي*