مقالات

سياسات الإعلام الأورو-أمريكي في حرب أوكرانيا (حين تكذب الصورة)

المسار نيوز سياسات الإعلام الأورو-أمريكي في حرب أوكرانيا (حين تكذب الصورة)

أمل الكردفاني

حرب تقترب من إكمال شهر كامل على شنها، مع ذلك حاول ان تبحث عن صور جثث متفحمة، أو مشردين عراة يحوم حولهم الذباب. إن الإعلام الأورو-امريكي الذي أتحفنا بصور الأفارقة البشعة (جثث متحللة ومتفحمة، طفل يحتضر وأمامه صقر، امرأة بيضاء تسقي طفلاً افريقياً شديد النحولة، أشخاص وأطفال يحوم حولهم الذباب وهم يأكلون من الأرض بقايا طعام النمل)، او حتى صور التعذيب الذي قامت به القوات الأمريكية والبريطانية في العراق، في أبو غريب والبوكا وغوانتنامو)..
كل ذلك لن تراه في الإعلام الأورو-أمريكي تجاه حرب أوكرانيا.
إنها نازية حقيقية بلا منازع.
ظل الإعلام الأورو-امريكي يركز على تحضر الأوكرانيين البيض، ويظهرهم ككائنات ملائكية، حتى وهم يهربون -بشكل متحضر- عبر القطارات ومترو الانفاق (رغم أنهم من المفترض في بلد تتعرض لقصف البنية التحتية). لا جثث، لا بيض يموتون من الجوع.. لا ذباب..
في نفس الوقت
بيعلن الرئيس الامريكي حدوث جرائم حرب..
وهنا نحن أمام أحد احتمالين:
إما أن بايدن يكذب أو أن الإعلام الأورو-أمريكي لا يعكس الصورة الحقيقية للوضع في أوكرانيا.
في المقابل:
لم تحاول روسيا نفسها إظهار أي مشاهد بشعة، وهذا منطقي باعتبار أن اي صور بشعة قد تسيئ لها وتجعلها في موقف حرج أمام منظمات حقوق الإنسان الاستخباراتية الأورو-أمريكية.
ظل الإعلام النازي الأورو-أمريكي يظهر الأفارقة والآسيويين كإثنيات همجية، يظهر جثثهم، وتعذيبهم، وفقرهم وموتهم جوعاً، والحشرات التي تحشوا فتحات عيونهم وأنوفهم وأفواههم..
أليس ذلك غريباً؟
لقد كشف الإعلام الأورو-امريكي صدق مزاعم روسيا بأنها حرب ضد النازيين الجدد. لكنهم لم يكونوا جدداً أبداً.. بل -في الحقيقة- تشكلت ضمن الخليط الماسوني الليبرالي الرأسمالي، الذي انتظمت بروتوكولاته منذ اكتشاف الآلة البخارية وبداية عصر الثورة الصناعية والحرب ضد الإقطاع والكنيسة (في مرحلة أولى) ثم ضد الشيوعية (في مرحلة ثانية) ثم ضد الإسلام السني (في مرحلة ثالثة) ثم ها نحن في المرحلة الرابعة التي تقود حرب الهرمجدون ضد المحافظين الكلاسيكيين في روسيا وكل ذلك للوصول إلى هيمنة العرق الأبيض ورأسماليته الموجهة وبالتالي اكتمال النظام العالمي الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى