شندقاوي يكتب هكذا تكون القيادة
***
كل شخص مسخر لما خلق له وللقيادة صفات ومزايا وللقائد أوصاف كما وصفها الشيخ ود بدر ( *لا يتأخر يوم كريهة شيال تقيلة وفي وجهه قهر ويتحمل السهر وعنده ضهر)* وهكذا كان قائد الجيش البرهان يشهد له كل الرفاق الذين كانوا معه بين الأدغال والذين جابوا معه الصحاري ومن صعدوا معه الجبال مقدام لم يقطر الدم علي أعقابه ولم يتأخر يوم نداء سمح المخالطة إذا لم يظلم ولا يتحدث في الظلم عن نفسه فحقه يعطيك أياه قبل السؤال ليكفيك مكروه السؤال ولم يزغ بصره يوما ولم يحب ذاته أو ينكر غيره فهو ركن من أركان الإنسانية وشجاعة تشهد لها الأيام ويتناقلها القرناء يحمل الخير كل الخير لوطنه ويعز ربعه.. ولخدمة وحماية أرضه خلق ولعظائم الأمور كان.. إذ أنه لم ينشأ مهزول الفصيل ورغم ذلك لم يقل كان أبي فدوما يقول ها أنذا ويوم الشرق أصابه مكروه لم يقل وداعا لعزيز أو قريب فذهب مسرعا شاكي السلاح مرددا عزيز أنت يا وطني فكان بين جنود الوطن ورفقاء السلاح شامخا متقدما الصفوف وهكذا عهدناه وخبره أنداده قمرا في الليلة الظلماء فهو لا تشغله الشجون الصغري ولا يخاف في الحق لومة لائم مؤمن بربه مفتخرا بأهله حارس لأرضه ويسري دم الأحرار في شريانه ووريده لذا للوطن في دمه يد سلفت ودين مستحق لا يريد في ذلك غير رضاء ربه والوفاء لأرض الجدود ومهد الأباء وكذا كل وطني غيور وهكذا كانوا وقوفا مع القوات المسلحة فلله درهم فانظروا للذين لم يزايد عليهم أحد كيف كانوا عهدا قولا وفعلا وعملا مؤكدين أنهم مع قواتهم المسلحة جنبا الي جنب شاجبين العدوان فهل يستوون وآخرون مرجفون في المدينة تعرفهم بسيماهم ومن لحن القول لا يعرفون غير الفتن ولا يصحبون غير غراب البين فقد عرفهم الشعب أنهم لا خلاق ولا أخلاق لهم يسكنهم ضمير الميت ونفوسهم الضعيفة التي لا تعرف غير العمالة والإرتزاق ولا تؤمن بوطن ولا تقدس أرضا فتعسا لهم فقد خاب فألهم وطاش سهمهم فأهل السودان والوطنيون حقا لا يساومون في الوطن ولا يبيعون ترابه فقد هبوا جميعا مساندة للقوات المسلحة وهكذا هم الأحرار وهذا درب الوطنيين ومسلك أصحاب القلوب السليمة التي عافاها الله من المرض والغرض فسلكوا طريق الصادقين فكانوا بنيانا مرصوصا من أجل وطنهم وسهما نافذا في صدر العدا فقد كتبوا السودان حروفا في سويداء القلوب ورسموه لوحة تسر الناظرين علي أجسادهم وليعلم كل معتد أثيم بأن السودان محمي بجيشه وشعبه ولا مكان فيه لمتخاذل أو متخلف عن نصرة الوطن فهم جميعا خنجرا مسموما في خاصرة الأعداء فالتاريخ يقف شاهدا والشجاعة هنا مقرها ومستقرها في السودان فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .