عايزين شَبَاشِب !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
ذهب قوم يسكنون في حي من أحياء أمدرمان إلي المحلية لتقديم شكوي من كثرة الذباب هذه الأيام ، الذباب الذي إنتشر في العاصمة كلها لدرجة أنك إذا وضعت أمامك صحن فيه أكل تاكل باليمين و (تحاحي فيه بالشمال مرتين كل ثانية ) !! وربما يحدث ما يحدث ! ، ذهب القوم إلى الضابط في المحلية داخل مكتبه فوجدوه ( يحاحي ) في الذباب (بشِبْشِبه) ! فسألهم ماذا تريدون ؟ ردوا عليه وقالوا له : عايزين شباشب !
هذا بالضبط يشبه المشهد السياسي الآن ، كلما نشكو إلي (وكيع ) لا نجد وكيعا ! ولا نجد سياسي و لا شخصية نافذة في الحكم لها شخصية وكيعا ، وقصة وكيع هذا هي أن الأمام الشافعي كان ينظر إلى صفحة في القرآن الكريم هنيهة ويحفظها للتو وأحس ذات يوم أن هذه الصفة قد ذهبت منه وفقدها ، ذهب إلى شيخة وكيع وحكي له فأرشده إلى ترك المعاصي وعندما أعاد الإمام الشافعي (الشريط ) تذكر أنه رأي قدم إمرأة فادرك أنه إرتكب ذنبا عظيما فندم علي ذلك واستغفر وانشد قائلا :
شكوت إلي وكيع سوء حظي….. فأرشدني إلي ترك المعاصي ، ( أما نحن للشيي البنشوفوا قدامنا دا…. غايتو غرقانين ذنوب وكيع الله يعلم يحلنا ) !
البرهان في خطاب له في المناقل يتأسف ويشكو من ثلاث سنوات يابسات مررن علي هذه البلاد لم يحدث فيها شييء إلا التشاكس السياسي ، حميدتي أيضا في كل خطاب له يشكو ويتأسف علي هذه البلاد التي إن أراد أحدا أن يشتكي يجد الذين سوف يذهب إليهم للجار بشكواه يحملون الشباشب !
الوكعاء واقصد بها جمع وكيع إن صحت هذه المفردة ، السياسيون منهم يظهرون علي الشاشات و أمامهم المايكات ذات الحروف والشعارات الملونة للقنوات الفضائية المختلفة تسمعهم يشكون ويلعنون وبعضهم ويبرزون عضلات (من تبش ) ! ولا يتحدثون عن المخرج ولا نسمع لهم عقلا حصيفا لكيف المعالجة، حديثهم يصطك به الصدي وقولهم ضجيج غير مفهوم ، لا جديد لهم إلا المكرر ، ولا طريق لهم إلا الإختلاف ولا مذهب لهم إلا التشبث الخطأ في الملبس السياسي الخطأ
أحزاب وجهات سياسية فيها من يشبه الذي يدخل في الصندوق لياكل صرفتين ! ، وفيها الذين كل من يرون( لمة) فيها مصلحة ومال وذهب ثم سلطة يذهبون إليها ، وفيهم من يتخذون منهج ركوب الراس ظاهرا ويظهرون فروض الولاء والطاعة سرا ويتهامسون مع من يعارضونهم ، وفيهم الذي ارتكنوا تماما للغريب وقد (تِخَن جلدهم ) بحيث لا توثر عليهم كلمة (عميل) بل يظهرونها قولا علي مراي ومسمع من الناس
نحن في زمن السخافات السياسية الغير مفيدة وفي مسرح الغوغاء السياسي دون خشبة لكن علي الهواء الطلق ومباشرة علي الهواء ، لمن نشكو حالنا؟ لمن نشكو حال البلاد ؟ فهل نقول نذهب إلي وكيع ونقول شكوانا…. أم نقول له : عايزين شباشب ! ( إني من منصتي أنظر أمامي ….حيث لا أري الآن…. إلا سياسيون يحملون الشباشب) !! .