عندما يعترف أبن صلاح قوش
عذرا أمهات الشهداء فقد خذلناكن
بقلم د.محمد ناجي الأصم
منذ اندلاع الثورة في ديسمبر 2018 بعد أن ألقيت خطاب تجمع المهنيين وذهبت للمعتقل ، وآلة القمع تلتهم الشهيد تلو الشهيد كالوحش الذي لا يشبع ولا يكتفي من دمنا ، فقدنا العشرات من الشباب وجرح المئات ممن خرجوا استجابة لندائي ، نداء الوطن ونداء الديمقراطية والحرية الذي لا يمكن فيه لاحد ان يحكم شعبنا دون انتخابات يرتضيها الناس.
اقف اليوم وانا اقارن بين ما قدمناه لشهدائنا وأسرهم وما قدمه الاعداء خلال سنوات حكمهم مما قدموه لشهدائهم في حربهم العبثية في الجنوب ، للأسف يا أمهاتي فالمقارنة – واقولها بكل شجاعة – تميل دون شك لصالح العدو
لقد احتفل شعراء الحركة الاسلامية بشهدائهم فقدموا الاناشيد ودبجوا القصائد واحتفلوا عند امهات رفاقهم وانتجوا أدبا غزيرا تتداوله ذاكرة الاعلام ، ثم بنوا منظمة الشهيد التي ترعى أسر 60 ألف من رفاقهم المقاتلين الذين قضوا نحبهم في الحرب الاهلية في الجنوب ، تخيلي يا أمي ان هنالك 60 الف اسرة ترعاها هذه المنظمة وتقدم دعما لاكثر من 300 الف جريح ، فماذا قدننا نحن سوى الهتافات الهزيلة والتقاط الصور بجانب الامهات مكسورات الخاطر والقلب ؟
جثث الشهداء ترقد متعفنة متحللة تلعننا كل صباح ومساء في مشرحة بشاير وقد فشلنا في توفير امداد كهربائي وطبيب شرعي ، ولا يزال بعضنا – ولا اقصد تجريح لجنة ازالة التمكين فهي ايقونة الثورة – بعضنا يرفض اكرام الشهداء بمقابر بدلا من ان تترك جثثهم لتتعفن في الحاويات دون ان تنال ارواحهم الراحة فتظل تحوم حولنا وتلعننا صباح مساء وتحل بنا الهزيمة كلما تقدمنا خطوة للامام انتكسنا عشر خطوات للخلف.
امهاتي اننا قد اخرجنا اولادكن للوطن وليسوا بغاليين عليه ولكننا فشلنا في امتحان الانسانية الذي يلزمنا بالوقوف بجانبكن في وحشة فراق اولادكن وترناكن مع ذكريات وآلام واحزان القلب فلم نحقق ما خرجوا لاجله ، ولم نعد لنخبركن اين دفناهم ولا حتى رددنا اناشيدنا تحمل ذكراهم .
اعتذر لكل امهات الشهداء ، اعتذار اعلم ان لا قيمة له ولكنه زحيلة العاجز وانا انظر لايدي رفاق الامس تصافح القتلة اليوم سرا وعلانية وتفاوض على دم اولادكن لترتقي في كراسي السلطة اللعينة .
أمهاتي ، فإذا بلغكن خطابي هذا فلتمسك كل منكن عليها اولادها فانني لا اعرف من باعكم وباع الوطن ولكنني قد رأيت من قبض الثمن.
د.محمد ناجي الأصم