عين الصقر

عن التمويل الأجنبي للنشاط العام في السودان

المسار نيوز عن التمويل الأجنبي للنشاط العام في السودان

البعد التمويلي والإعلامي والسياسي للمواكب، شراكة الحزب الشيوعي مع شركة نوار وداليا الروبي،
موكب الآباء والأمهات يوم 26 فبراير هو علامة فارقة ونقلة في النشاط المعارض ، وذلك لأنه جمع عناصر النجاح النوعي من حيث التأثير وقوة وذكاء الرسالة وجاذبية الفكرة ، وسنتناول هذه النقلة من زاويتين زاوية سياسية وزاوية إعلامية :
من الزاوية السياسية فقد كان الحزب الشيوعي هو بطل الموكب بلا منازع ، فالحزب ليس مشاركا فحسب وإنما منظما ومنسقا للفعالية ومبتكرا لفكرتها ، لذلك بصمته كانت واضحة بقياداته التاريخية وواجهاته المدنية والنسوية فكان الظهور الجماهيري الأول منذ 25 أكتوبر للسكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب مع القيادات البارزة في الحزب وأصدقاء الحزب مثل نعمات مالك ، فدوى عبد الرحمن طه ، عائشة السعيد كما ظهر عالم عباس وازهري محمد علي ، فاهتم الحزب بنجاح هذه الفعالية ليرسل رسالة لبقية الأحزاب عن الفرق بين وحدته وبين شتاتها ، حتى تيار (المرافيد) والذي يطلق عليه الشيوعيين(التيار الامريكي) كان مساندا وحاضرا .
خطة الحزب بداية من هذا الموكب ولاحقا هي صناعة اصطفاف شعبي بين (الانقلابيين) و (اللا إنقلابيين) ، فكانت البداية بفصل الآباء والأمهات من محيط الممانعة ، بصناعة موقف نيابة عن آباء وأمهات الشباب وبإسمهم ينادي أننا معكم فواصلوا نضالكم ضد العسكر ، وإرسال رسالة إلى الواقفين في المنتصف أن كل الشباب الذين ترونهم في الشارع خرجوا بدعم وتشجيع من آبائهم وأمهاتهم ، ما يعني أنه لا وجود لأي صوت للتيار المحافظ الناشد للسلام والإستقرار الذين لم يخرج أبنائهم ولا آبائهم وأمهاتهم للشارع .
هذه الخطة تم تفعيلها بعد فشل العزل الإجتماعي بين العسكر وأهاليهم والذي سعت بقية أحزاب قحت لتنفيذه لكن بطريقة تقليدية ، لأنها لم تراعي أن العسكر هم مكون مجتمعي يمثل حيزا شعبيا كبيرا بأسرهم وأقربائهم وارتباطاتهم ، إضافة لجمهور كبير من الرافضين لإيقاف الحياة العامة بإثارة الفوضى وإغلاق الطرق الرافضين لرهن مستقبل البلاد لأحزاب عاجزة وفاسدة .
فإن كانت الصدمة والشعور بالغبن هو ما يحرك أسر الشهداء والمصابين فستحتاج الاحزاب لأكثر من مليون شهيد ومصاب لجعل الدعاية السياسية الرخيصة واقعا بخروج كل الناس للشوارع والمطالبة برحيل البرهان .
في المحور الإعلامي كان الترتيب مكثفا ومجودا واحترافيا ، لم يركز الإعلام على الأعداد والحشود وإنما عاى الوجوه والرسائل المرسلة .
_ بحسب مصادر في الحرية والتغيير فإن الرؤية الاعلامية المقبلة ستكون هي رؤية وتنفيذ شركة (نوار ميديا) التي أسستها وتديرها داليا الروبي مسؤولة الإعلام السابقة بمكتب حمدوك ، وتعتبر الشركة إحدى شاريع المعونة الأمريكية لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان .
_ تستعين داليا الروبي بنخبة من أميز الناشطين والتقنيين من بينهم ايمان ناصر وتيسير زروق وأيمن ابراهيم وعدد من الأسماء اللامعة في مجال صناعة المحتوى والجرافيك والتصميم .
_ نوار ميديا كانت تعمل منذ تأسيسها قبل عدة أشهر في مجال دعم قضايا المرأة والهويات الثقافية والجندرية قبل أن يتم توجيهها كليا نحو توجيه حراك الشارع بعد قرارات 25 أكتوبر ، وهذه المهمة الجديدة بالطبع ستكون بإضافة ميزانيات جديدة وتجنيد فريق عمل إضافي.

_ يتم تحويل المواكب لأعمال تجارية بمقابل دولاري هنا وهناك وندخل بالفعل مرحلة السياحة السياسية وقد يكون مستقبلا مشاركتك في الموكب بالتذاكر المدفوعة ، ما يعني أنك لن تستمتع بالسياحة السياسية وتدخل نادي المناضلين مجاناً .
_ حرص الحزب الشيوعي على إنجاح موكب الآباء والأمهات لإرسال رسالة للأحزاب الأخرى بأنه قادر على تحريك كافة إمكانياته التنظيمية لإنجاز أي حراك في الشارع .
_ دخول شركة نوار ميديا لصاحبتها داليا الروبي لميدان تغطية المظاهرات سيكون له أثرا كبيرا في تحول الرسالة الإعلامية .
_ رأسمال تأسيس الشركة أكثر من 3 ملايين دولار ويعمل بها تقنيين ومستشارين من عدة دول ولديها عقود تنفيذ حصرية لل UNDP واليونيسيف والمعونة الأمريكية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى