مقالات
(قحط) .. أحمرٌ على شفاه خنزير ( غائب)!!
حسن إسماعيل يكتب….
- حسنا .. فإنني ألتقطُ هذا العنوان من حوارٍ شيقٍ وماتع أجراه الأستاذ أحمد منصور بقناة الجزيرة قبل سنوات مع قائد القوات الأمريكية في العراق ( مارك كيميت ) وكان يسأله عن رأيه في اعترافات مساعد وزير الدفاع الأمريكي آنذاك السيدة ( فكتوريا كلارك) وقد جاءت تلكم الاعترافات في كتابٍ كتبته وأسمته ( أحمر على شفاه خنزير) كشفت فيه أن كل دفاعها عن عملية غزو العراق كان بمثابة تجميل لوجه الخنزير الذي لايُجمل وأن الواقع يقول أن الجيش الأمريكي ارتكب من الفظائع والانتهاكات مالايمكن الدفاع عنه بأي قدر ونوع من المرافعات والمدافعات والتجميل …!!
- الآن تعالوا لنُسقِط هذا المدخل على جهود قوى الحرية والتغيير وبقايا قوى الإتفاق الإطاري لتجميل وجه قوات الدعم السريع المتمردة والمحلولة بأمر الجيش (السوداني..
- عشرة محطات ومراكز تجميل حاولت فيها قحط تجميل (وجه الخنزير) تعالوا لنُحصيها واحدا تلو الآخر وبسم الله نبدأ ..
- فقد كانت محطة التجميل الأولى هي إيهام مايسمى بالثوار أن قوات الدعم السريع انضمت إلى الثورة ( كم كان هذا مضحكا) فالجميع يعلم أن حميدتي كان فقط يريد فك الارتباط مع البشير والإنقاذ ثم الالتحاق بالعهد الجديد ( بلاثورة بلا بطيخ)
- ثم نأتي للمحطة الثانية وهي التسويق والترويج الأهطل والعبيط أن قوات الدعم السريع هي من تحمي المعتصمين من شر كتائب الظل دون أن يُجيب أحد من الناس بعد ذلك على السؤال المر فكيف إذن تم فض الإعتصام وقوات حميدتي تقوم بحمايته؟
- أما محطة التجميل الثالثة فهي غض الطرف كليةً عن جريمة فض الإعتصام و(طرطشة) التحقيقات والمحاكمات فيها وعدم تعيين نيابة مختصة بل وعدم فتح بلاغات جدية لدى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات بل تم تضليل الرأي العام بتشكيل لجنة مُبهمة مهمتها( دغمسة الموضوع )
- ثم تأتي محطة التجميل الرابعة بتدشين حميدتي (كركن) من أركان العملية السياسية وتقديمه ممثلا للمؤسسة العسكرية للتوقيع على الوثيقة الدستورية وسط صيحات ( مدنيااو) .. ( مدهش)!
- أما محطة التجميل الخامسة فقد غضت قحط عبر لجنة التمكين الطرف عن ثروات وأموال حميدتي بل وسمحت له بالتوسع في حيازة المال والمقار وفي الوقت الذي كانت تُعبئ الرأي العام ضد شركات الجيش كان الدعم السريع عبر قادته يشتري عشرات البنوك والشركات والمؤسسات بل ويفرض الشراكات على كثير من رجال الأعمال بل ويفرض عليهم التنازل عن ممتلكاتهم!!
- أما محطة التجميل السادسة فإن قحط لم تكتف برمزية حميدتي السياسية بعضوية مجلس السيادة بل جعلته الرجل التنفيذي الأول في دولة مابعد الإنقاذ فمكنته من ملف السلام الذي انتهى بنص في إتفاق جوبا يقول بدمج الحركات المسلحة في الدعم السريع!! ثم قبلت له أن يُجلس قادة الحركات المسلحة في مقاعد دستورية بصفاتهم العسكرية وكل هذا مع تتابع صيحات وهتافات (مدنيااااو) !! كما قامت قحط بتسليم قائد الدعم السريع الملف الإقتصادي وكان ذلك المشهد الذي وثقته الكاميرات وحميدتي يضع خلفه حمدوك رئيس وزراء حكومة الثورة وهو يشرح نظرياته الجديدة في إسقاط( الدولار) !!
- ثم محطة التجميل السابعة ، فقد تجاوزت قحط عن صفعة حميدتي لهم واعتقالهم ضمن اجراءات ٢٥ اكتوبر وإعادة تصديره للمشهد السياسي من جديد باعتماده ركنا أساسيا من أركان التسوية المطروحة عبر الإتفاق الإطاري بل أن قحط أغدقت العطايا والامتيازات في الإتفاق الإطاري حتى تضمن قبوله للإتفاق بعد أن رفضه في الأول !!
- أما المحطة التجميلية الثامنة فقد خلعت قحط بُرقع الحياء وتبرجت وجاهرت بمهامها التجميلية وهي تحمل أدوات التقشير والصباغة وصناعة الكنتور وهي تسوق أنه لايمكن حل الدعم السريع ولايمكن دمجه بل ويمكن اعتباره وحدة من وحدات بناء الجيش السوداني الجديد( أي والله) !!
- ثم المحطة التاسعة وقحط عاجزة عن إدانة تمرد حميدتي وقواته بل أخذت تتلكأ وتتحايل على تلكم الإدانة بإطلاق توصيف زئبقي على ذلك التمرد وهي تقول أن الذي يحدث حرب عبثية مع أن الجيش يقاتل دفاعا عن المواطنين العزل والبسطاء ويدافع عن مكتساب ومؤسسات الأمة السودانية ( ممكن ده يكون عبث)؟
- ثم المحطة التجميلية العاشرة وقحط تحولت إلى يتامى يمنون أنفسهم بعودة [ حميدتي المنتظر] الذي يخرج من السرداب ليكون طرفا في عملية سياسية قادمة ليقود مشروع الدولة السودانية الجديدة القائمة على انقاض دولة (٥٦) …
- إييييه
- اعترفت مساعد وزير الدفاع الأمريكي عن دورها في الغزو العراقي أنه كان جهدا لتجميل وجه خنزير لايمكن تجميله واجتهدت قحط في تجميل وجه خنزير غائب تُمني نفسها بالعثور عليه وإعادة تسويقه قبل أن تنتهي صلاحية المراهم واصابع التجميل وتندفق اصباغ الطلاء والشد … فيا للبؤس
……………….
٢٤ /سبتمبر /٢٠٢٣