مقالات

كتاب المطالعة القديم طمثت سطوره

المسار نيوز كتاب المطالعة القديم طمثت سطوره
لم نك من الضالين من قبل ولم نك من المضلين من بعد وما كان إيمانكم يدخلنا الجنة وما كانت مخالفتكم تدخلنا النار وقد كنا مسلمين من قبل أن تأتوننا ومن بعد أن حللتم ومن بعد ما ذهبتم فلا إيمانكم ينفعنا ولا إسلامكم ينجينا وكل نفس بما كسبت رهينا وكانت أبوابنا مشرعة كرما ويشهد بذلك القاصي والداني بأنا كنا في المشتات ندعو الجفلا ولا ندع الآدب منا ينتقر  ، وكما كان للكرم أبواب كان للصدق مكانا وسطا في داخلها وقد كانت المجالس بالأمانات حتي معاقر الصهباء لديه سجل عند الفدادية وكان فيهم من لا يعرف حرفا فيجر شخيطا في جدار الفدادية فيكون ذلك عهدا موثقا لا يخلفه صاحبه ومن المبالغة في الصدق قول الفدادية عندما سألها القاضي وقال لها هل هذا العرق حقك فتذوقته ثم قالت (بري )   (فلا تقرأوها بري بضم الباء  وذاك حي عريق في الخرطوم أما الأولي تعني عند النساء النفي القاطع ) ثم قال لها كيف ذلك وقد أحضروه من منزلك ، فرفضت الفدادية الزعم رفضا باتا وأنكرت ذلك وأردفت أنه مزيود موية وهي لا تفعل ذلك بل هي تخاف الله في صنعتها فبهت القاضي من صدقها وآمن السامعون والشاربون بشدة عرقها ، ألم أقل لكم كنا مرابع صدق ومراتع كرم  ، كما يحكي في الأثر أن طارق ليل دخل منزل ووجد به إمرأة وطفلها الرضيع في بكاء مستمر من الجوع بينما زوجها في نوم عميق فذهب اليه وجلده ثم وضع للمرأة مالا وخرج أريتم كرما وشجاعة مثل هذه ولذلك غني المغني ما كنا  ، هذه فترة خلت لها مكسبت ولنا ما كسبنا حتي أصبحنا ذات صباح وطبول تدق ودفوف تضرب  ( أمريكا روسيا قد دنا عذابها  ) ومن هنا دخلنا مضيق الجهل وفتح الكذب أبوابه وصفق لنا مستقبلنا في محيطه الآسن ( والكذب كبير وقد قال المعصوم المسلم لا يكذب ) فكان اذهب الي القصر رئيسا وأنا سأذهب الي السجن حبيسا ومن يومها دخل السودان وشعبه بيت إبن أبي سلول فظهر شجرا يكبر وهذا يناقض قوله تعالي ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) (٤٤ الإسراء ) ولم يأتي بعدها ناسخ وصمت أئمة السلطان ومن إتخذ دينه كنتيا وسار في أرض النيل الهوس وطمثت المعالم وأصبحت الأثار أصناما وتغيرت أسامي الشوارع والمدارس فهذا شارع إبن الخطاب وتلك مدرسة الصديق وذاك مسجد خالد بن الوليد وهذه روضة علي الكرار وحتي الأفران ورغم نارها التي تلظي لم تنس حظها فكتب  ( بضم الكاف ) علي أحدها المخبز الآلي الإسلامي كأنه ينتج مصاحف لا عيشا  ، وكان شعبنا من قبل آمن مطمئنا لا يعكر صفوه إلا زائر الليل يأتيك فن في الدهر فحل محله أمن النظام يأتيك من الباب أو عبر السور دون حرج ليته سمع كلام أبي جهل عندما قيل له نتسور منزل الرسول ونقتله فقال لهم ويلكم حتي تقول العرب بأن أبا جهل روع بنات محمد فأين هم من هذه الأخلاق ومضينا في التيه ثلاثون عاما حسوما وكنا نثق بأن الظلم والجبروت مهما تطاول عهدهما فهما الي زوال وذلك وعد الله إنه غير مكذوب وقد وقع عليهم وأقتلعهم الله من أرض السودان إقتلاعا فلا عودة لهم ولا مكان لإسطوانتهم المشروخة فليستغفروا لذنبهم وليرجعوا من غيهم القديم فلا جيش يقبلكم ولا شعب فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ونقول للصوارمي شكرا لك فكتاب المطالعة القديم قد طمثت سطوره وتلفزيون أبيض وأسود قد توقفت مصانعه ويوسف ألقي قميصه علي شعب السودان فعاد بصيرا وعقله مستنيرا وأصبح لا يسمع أنكر الأصوات ولا يحتاج منك جيشا لينصره فجيشنا موجود والقوات المسلحة هم أبناء السودان وفلذات كبده ولا يحتاجون منك عونا ولا يعرفون غير السودان وشعبه ولا يخدمون غيره فصه أيها الصوت النشاذ وقد جعل شعب السودان منكم ترياقا وجعل لك ولمن إتبعك صريمة وشكرا لكم فسعيكم مشكور وجيشكم مقبور ولا عداء بين الشعب وجيشه ولا يعرف غيره ولا تظن أن المكياج والوجوه المستعارة مكنات تقسم ( بلغة العصر ) عند الشعب السوداني فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب  .

       محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى