مقالات

كلمة المسار تماسكت الدولة واستقرت البوصلة : زيارة البرهان للامارات تختلف عن سابقاتها

المسار نيوز كلمة المسار تماسكت الدولة واستقرت البوصلة : زيارة البرهان للامارات تختلف عن سابقاتها


الخرطوم – المسار
منذ أن تواترت الأخبار تتحدث عن عزم رئيس مجلس السيادة زيارة دولة الإمارات العربية المتحدة ، كان ثم ما يشي أن الزيارة مختلفة عن ما سبق من حراكٍ إقليمي . ولا يعود الإهتمام بها من حيث كونها الأولى منذ قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر وحسب ؛ بل أن ثم متغيراتٍ كثيرةٍ جرت تحت الجسر ، فضلاً عن التحول الكبير لعبور مرحلة الثورة نحو مرحلة الدولة .. مغادرة صخب الهتاف وهشاشته نحو صرامة القرار ..
ومنذ إعلان رئيس مجلس السيادة عن قرارات أكتوبر ، تلاحظ انضباطاً مقدراً على مستوياتٍ عدة ، ويكفي أن التصريحات المتضاربة ماقبل القرارات ، كانت سمة مرحلة للحكم المقبور . في مجلس السيادة مثلاً كان العضو السابق محمد الفكي يطلق المزيد من التصريحات الملتهبة ، وواضحٌ أن الرجل لم يغادر محطة الناشطين لينتبه أنه رجل دولة لم يعد يمثل نفسه ، وضرب ذلك غالبٌ في عهد “الكناتين” السياسية .
ولجنة التمكين نصبت نفسها كدولةٍ فوق كل المؤسسات دون رادع ، وكان الوزراء يتصرفون ويصرحون وكأن أحدهم يدير دكاناً في ناصية الشارع ..
لكن الانضباط حل محل الفوضى ، واستقرت ذبذبات البوصلة ..
شيوخ الإمارات بالحصافة والفطنة المطبوعة كانوا يرقبون شأن السودان مثلما ترقبه سائر العوالم من حولنا ، وتفهموا جيداً ما جرى . وما من شك أنهم أدركوا أن ما كان يجري لا علاقة له بصرامة دولة يمكن التعامل معها وفق خطوط استراتيجيةٍ ترسم ملامح شراكة مستدامة ونافعة .
ورغم ما تناقله حالمون يتعلقون بالقشة من الغرق الماثل ، وما روجوا له من عودٍ وشيك لذات الوجوه يتقدمها حمدوك ، من قائل أنه سيعود لمجلس الوزراء ، ومن يشطح الأقصى فيسميه “للسيادة” بل رئيساً له ، إلا أن هؤلاء يجهلون أن التأريخ لا يعيد نفسه حذو النعل ، وأن عهد الفوضى والتشفي والحقد على سائر مؤسسات البلاد قبر فجر الخامس والعشرين من أكتوبر ..
أما الزيارة فقد باحت بأسرارها قبل أن تحط طائرة الرئيس في مطار الخرطوم .. قال اليقيني من الأخبار أن الطرفين أقرا حزمة من الاتفاقيات تحقق مصالحهما وتعود بالنفع على السودان وأهله . قد يسأل سائل عن مصالح الإمارات فيما ورد ، ويكفي أن الإمارات خبرت موارد السودان ماءه وسهله الخصيب وموارده المعدنية ، وموقعه كسوقٍ يعبر نحو القارة الأفريقية وسطها وشرقها وغربها ، وخبرت الإمارات ود أهل السودان ويسر التعامل مع عامتهم ، وهي تعلم وفرة اليد الخبيرة اللازمة للمشاريع الكبرى ..
ما كانت تحتاجه الإمارات دولة متماسكة تحفظ العهود ، وإن عقدت جاء عقدها مستداماً لا تداخله تقلبات أمزجة النشطاء . ولقد بلغت الدولة اليقين بأن السودان يمضي نحو استقرار الموازين غير هيابٍ ولا وجل ..
عاد الرئيس مفعماً بتفاؤل من يحصي خطوه قبل أن يخطو ، ما يجعل الزيارة مختلفة عن سابقاتها خلال سنوات اللادولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى