مقالات

لله الأمر من قبل ومن بعد

المسار نيوز لله الأمر من قبل ومن بعد

لم يكن مكانا للإبداع ولم يملأ سوحه المبدعين يقوده من يجهل السودان ولا يعرف تراثه ولا يدرك تعدده ولا تنوعه ولا قبائله وإثنياته ودلجه وملجه وقيعانه وأوديته ومرتفعاته وهضابه وبطانته من غابة وصحراء ويتسيده قليل التجاعيد الذي لا يعرف الفرق بين الدلجة والملجة والفلجة ويتقدمه أغم القفا لذا كان هراء فقد السامع والمصتنت حتي اذا ما أدار صغير البيت موشره قلب كيان أهله إذ الذين دخلوه وجلسوا في مكاتبه مجردين من الإبداع ولم يكن لهم مداد يسيل ولا مدد ، فخير منهم جلمود صخر حطه السيل من عل بل صم الحجارة قد يتفجر منها الأنهار ولا ندري أي وصف يليق بهم غير أنهم موظفين وموظفات في ثياب مزركة تسر الناظرين وروائح وعطور تفوح وخصل عربيدة فوق الجبين مع وجه صبوح وضاح المحيا يجور بذي اللبانة عن هواه مع فاخورة بور وذلك لعمري شهادة العبور ، لذا كان مكاننا مربط العجول ، ليتهم جلسوا يوما في منتدي أبناء أمدرمان أو أحاطوا بالفرجوني أحمد وسمعوا لعبد الله الشيخ وكيف يحكي عبد اللطيف وكيف يسرد الدلال ولو كانوا مع السامعين لسما بهم المكان وغرد بهم الزمان وصاروا تلاميذا لائق بهم المكان وتعرف عليهم الزمان ، ليتهم سمعوا للسر السيد لأعطاهم السر وكيف كان عمنا الطيب محمد الطيب في ربوعه فائقهم بسنة ضوئية ، فإن لم نعد النظر في إعلامنا الممبت بفغل فاعل فإنه سنمشي علي هابط القول ونترنم بإنحطاط الكلم من حرامي القلوب تلب حتي يوم تم قبضه ولم نعرف قاضيه ولم نحضر جلساته وبماذا حكم عليه فلله الأمر من قبل ومن بعد.

   محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى