لماذا هذا الهرج ؟
بقلم : شندقاوي
بلاد تتقاذفها الأمواج ويعبث بها العابثون وتتكالب عليها الإحن وتحيط بها المحن حتي يطمع الرويبضة في حكمها ويذيع صيت الجاهل ويسمو مقام سارق خيرات البلاد وبائع البشر ويكثر السماسرة ورهان خاسر وبيع وشراء وتجارة مزجاة وتدخل الغرباء وأيادي أجنبية تبحث عن مصالحها وهنالك جوقة تظن أن الأجنبي لهم حامي وبه يصلون الكرسي يحجون إليهم صباحا ومساء ويطوفون بسفاراتهم وآخرون يمجدون من أتي ولا يدري من أتي فهو لم يكن زرعا حقيقيا ومن ظن أنه سحابة مزن فقطعا بعينه رمد ولفيف من لف رأسهم يميلون لمن عنده المال ولم يعملوا عقلا ولم يقدروا لخطاهم قبل موضعها وخلفهم من خلفهم ومنهم أطرش في الزفة ومنهم من رأسه لف تفرقت به السبل وضاعت عليهم الدروب ولم يجدوا حتي دارهم ، فما عليك إلآ أن تقف مع نفسك وتنظر الطريق وتتحسس راسك لتعرف الي أية وجهة تسير ، فالبلاد تمر بها رياح هوجاء وحولها يصول الطامعون ويتربص بها المتربصون فلا مجتمع دولي يريد بها خيرا ، وبعض أبنائها يرنون هازئين بالوطن يحبون الكرسي ولا يحفظون أية الكرسي ويستعينون بكل من يقربهم له حتي لو رهنوا له البلاد وباعوا مقدرات الشعب ؛ وفي هذا الزحام ووسط هذا الهرج والمرج تسرق خيرات البلاد ويعيش المواطن في بؤس وعيشة ضنك وساسة مشغلون بالصراع والمكاسب الآنية والكل يريد من الكيكة جزء أو نصفا أو كلا ولا يهمه بعد ذاك ، هذا هو المشهد المظلم وخطط ترسم في جنح الظلام واجتماعات في الغرف المظلمة وأوراق تحت التربيزة وأخري مزورة فوقها لتغبيش الوعي وتمرير الأجندة لتكون الغلبة لأصحاب المصالح الذين لم يكن في قاموسهم الوطن ولم تنعشهم رائحة ترابه ويلهثون نحو المناصب ويطلبونها بأي ثمن وهذا هو الحال فإن لم يكن هنالك توافق وإن لم تختفي الظواهر الكونية فالوطن في خطر ، وعلي المؤسسة العسكرية وعلي قائدها مسئولية تاريخية فإن البلاد لا يمكن تسير بهذه الفوضي وبهذه الجيوش فاقدة الضبط والربط والعقيدة ، فيجب علي الجيش وقائده حزم أمرهم فإن لم توحد هذه الجيوش وتدمج في القوات المسلحة وفق قوانينها فإن البلاد وكذا العباد سيعيشون شقاء أبديا ونكدا سرمديا ، والطريق واضح والموقف الذي ينقل البلاد الي بر الأمان واضح هو دمج كل القوات من دعم سريع وغيره في القوات المسلحة في فترة وجيزة قبل نهاية الفترة الانتقالية فإن لم يكن كذلك فخراب سوبا وشيك ، رسالة أخيرة للقائد العام فإن شعب السودان كله خلف جيش قوي يحمي البلاد تحكمه المؤسسة الراسخة المنضبطة لا يتبع لعائلة ولا يعرف غير الوطن ، فإن كنتم حماة الوطن وبه مؤمنين فعليكم حزم أمركم وادراك الوطن ولا تلتفتوا لمن أراد بالوطن شرا ولا تسمعوا لأصحاب المصالح ، فأنتم القوي الأصيلة صاحبة التاريخ المناط بها حماية الوطن فلا تتأخروا في واجب والتاريخ ممسك بالقلم وصحائفه مفتوحة فاكتبوا الوطن أولا ، أما الذين يتحدثون عن اصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية فهم ناشطين ومعلقين سياسين لا يعرفون كيف تدار هذه المؤسسات ولا يعرفون قوانينها ولم يدركوا مسيرتها ولها من التجارب مالها وهذا شأن يخصها وأي إصلاح لا يتم إلا بواسطة حكومة منتخبة ، فليكن جيشا حاضرا لخدمة شعبه وإنجاز مهامه فالوطن يمر بمنعطف خطير والديمقراطية لابد لها من حارس أمين فليكن جيشا واحدا ليحمي شعبا واحدا .