مقالات

محبة كبيرة في قلبي !

المسار نيوز محبة كبيرة في قلبي !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

هي حقيقة محبة عظيمة في قلبي أسوقها للراحل المقيم فينا أستاذي الشاعر الراحل سيف الدين الدسوقي ، الذي كان مبدعا حيا وترك إبداع شعري ونبض لحني عندما رحل ، كتب حروف من دمه كما سمي ديوانه الأول (حروف من دمي) له قلب شفيف الحس خفقاته أخرجت مفردات جزلة وعباراته صارت آهات وزفرات حري أطلقها من عاطفة صادقة لها أبعاد جمالية مختلفة ولها موسيقي شعرية عذبة فيها جرس الحنين والسرد الرائع والهارمونية السلسة

من اجلك ….واحدة من الأغاني الخالدة والجميلة التي كتبها ملوك ملوك الشعر السوداني سيف الدين الدسوقي واهداها للبلابل واضفي عليها الموسيقار الاسطورة بشير عباس توقيعا لحنيا جميلا بدأت الأغنية بجمال ذكريات غريبة جاري فيها شاعرنا ما يكتبه الشعراء القدامي من بكاء علي الأطلال لكن سيف الدين الدسوقي تمرد علي هذا التقليد وبدأ بدارت دورة الأيام ….ونحن مع الزمن أغراب !! بداية جميلة ولعلها أتت حين ذهنية عالية التفتح وعاطفة صادقة ، سيف الدين الدسوقي لا يكتب الا صدقا ولاينبض إلا عزفا ولا يعبر إلا جمالا ، بتعرف إني من أجلك مشيت مشوار سنين وسنين …مشيت في الليل إلي الغربة…. علي الكلمات ودمع العين ، هي رحلة البحث عن المطلوب بشدة ،هي رحلة برغم الضني والعنت التي يشوبها لكن فيها لذة تمني اللقاء ، هنا رسم شاعرنا النحرير الاريب الأديب بن الدسوقي لوحة شوق وحنين وتمني

وعشتك لما فارقتك …..حروف تتغني بيك حنين
بتعرف ؟؟؟؟ إنت مابتعرف أنحن في حبكم هايمين
تعبير جميل من مفردات عامية جسد فيها الحروف كأنها تتغني بنبضه وأحاسيسه واجمل ما كتب مفردة بتعرف ؟ سؤال عجيب بل كلمة فيها داخلها كلام كثير وهنا يظهر الإبداع السردي لإختيار مفردة تترجم الإحساس في كلمة واحدة …وهذا ما يسميه النقاد الذكاء الشعري لأن فيه جذب للمتلقي بصورة سلسة ! بتعرف بعدها علامة إستفهام كبيرة ، فرد عليها من تلقاء نفسه بكل عفوية : إنت مابتعرف !!وكانت الإجابة سريعة جدا دون تأني : في حبكم تايهين..

شربنا دموعنا ماروينا حملنا الشوق ملانا عذاب
وقلنا نجرب الصحراء جنينا أملنا كلو سراب ، هنا التجريب من أجل الأمل المرتجي لكن حف برجوع صفري غير مرغوب فيه…. حتي الصحراء حصد فيها السراب ، تعابير تحكي عرض حال معين في سرد حزين من مفردات مفعمة بالحزن النبيل ، لكن بعد كل ذلك يقول : محبة كبيرة في قلبي….. ودعوة تمجد الإنسان ويعطيه الوسام الذهبي من حب خالص ختامه مسك : وانت نموذجي الطيب نموذج يلهم الفنان …الله …االله ..عليك

هذه الأغنية أضفت عليها البلابل لونا غنائيا فريدا ورددها عدد من الفنانين كل فنان يزيد عليها ألقا جميلا ولونية صوتية رنانة ، فيا صاحب الشعر الفريد : لك كل الذكري الخالدة ولك كل الإحترام والتقدير بما قدمت من كلمات في الوطن وفي الغناء وفي الجمال الشعري فكن مع الخالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى