مقالات

محمد عثمان المبارك

المسار نيوز محمد عثمان المبارك

وختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون إنه الشهر الفضيل طوي أيامه عجولا وكان الناس من قبل حلوله يترقبونه بشوق وخوف ويطلبون من الله الثبات والقدرة فيدخل عليهم الشهر مبتسما حاملا في طياته النعم فيطعم فيه البائيس الفقير ويأتي الخير رغدا من كل مكان كرتونة آبري من شقيفة ورقاق من آخري وبليلة وبلح وفول من عزيز وخير دافر ونعيم وافر يأتيك من حيث لا تحتسب وتكاد لا تشتري شيئا ، وهما ثقيلا يزول وكيف لا ألم يقل فالق الحب والنوي الصوم لي وأنا أجزي به ، فلم يخلف وعده ونصر عبده وقهر له صروف الزمان ورفعه مكانا عليا وأنساه الهم وأزال عنه الغم ، فلم يترك شيطانا إلا صفده وأنزل علي النفس اللوامة السكينة فكانت تشع دواخلها رتينة فحب الناس بعضهم بعضا وجسد فطرته التي فطرهم عليها وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعافوا فكان الإحسان مشرئب العنق والأخلاق تمشي بمحبة مجندلة للبغضاء وصارعة للحقد وتوجه الجميع نحو السماء يطرقون باب الكريم الذي لا يحمل الزاد إليه فيجدون أبوابه مشرعة وهي علي الدوام كذلك ومن فر من قدره فر الي قدره تعالي ربنا الملك القدوس وتري الناس مقدمين نحو العيد يتزاحمون في الأسواق لشراء الجديد وإستقبال العيد فقد كان شهرا عجولا مضي كومضة برق ونظن أنه مكث يوم أو بعض يوم سمت فيه النفوس في رحلة بين طيات السحاب وعزفت قيثارة المودة علي أوتار التراحم وأشرقت الأرض بنور ربها فكان ساعة صفاء تنزلت فيها البركات ورمضان ولي هاتها يا ساق مشتاقة تسعي الي مشتاق فنهل الناس ومن صام إيمانا وإحتسابا من كؤوس عبثت به فذاق حلاوتها وعلت نفسه أدبا عندما ذاقت الحرمان فمدت خيوط الحب ونثرت عقده فكان هكذا رمضان ، غدا ينطوي فلتكن أيامنا كلها رمضان حبا وإنفاقا وبذلا وعطاء وفرحا ومسرة وقلوب سليمة حينها لا تمر بك أياما أليمة ويرزقك الله بغير حساب ، فكن كما أمر منشدا حسنك أمرا مقبلا علي الأمور العظيمة ودع شجونك الصغري ترتفع وتترقي في درجات الكمال الإنساني كما أرادك الله ، فكن مع الله يكون معك فخزائنه لا تنفد وما عند الله باق، فلنكن أخلاقا وحبا وإخلاصا للوطن كما كنا في رمضان فوداعا الضيف الكريم الذي صاحبه الكريم نسأل الله أن يكرمنا جميعا ويحفظ بلادنا من كل شر ويجعلنا لبلادنا عمارا ونمشي في مناكبها مطمئنين ونأكل من رزقه فرحا ونعيش في بلادنا أمنا وسلاما وإستقرارا وكل عام والجميع بخير ، وكل عام والوطن بخير ونعيش بسلام في وطن المحبة والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى