محمد عثمان المبارك يكتب
ماذا يريد الذين يحملون لاءاتهم وإلي أية وجهة هم متجهون فهذا طريق زلق ومعادلة صفرية مسافرة في طريق الأشواك الموغلة في المجهول عبر نفق مظلم وتحفها البلايا من كل جاَنب وتحمل بين جوارحها وجوانحها شر مستطير ومن يسير ورائها قطعا يسير بلا هدي ولا كتاب منير فقد إلتبس عليه أمره ولم يقف ولو مرة سائلا نفسه في أي محطة يكون المقر وأنت لا تملك محطة ولا سندة وسائقك قصير نظر وأعمي بصيرة يجهل الدروب ويحتكر المعرفة في ظنه ويمتلك الحقيقة جازما ويظن أن لسانه هو الفصيح المبين ودونه أخرس لا يكاد يبين ويدعي أن النضال بدأ به وسينتهي به ويمتلك مفاتحه وهو أول من شق طريقه وعرض علي مسرحه وكان من السابقين فقطعا أنه أعشي ولم يقرأ التاريخ ولم يستحضر الماضي ولم يعلم أن هنالك من بذر قبله بذور التضحيات فهنالك أفراد وهنالك جماعات وهنالك أحزاب كان لهم قدح معلي في حب الوطن وهذا الوطن للجميع مقسما علي شعبه بالشيوع أساسه المراطنه ورأس ماله الإنسان فلا فرق بين مواطن ومواطن ولا تربأ قبيلة علي قبيلة وكلهم شركاء في الهم وكل واحد من موقعة له مهام فالجندي حامي والمزارع في الحقل والعامل في المصنع والشعب بكافة قطاعاته نافرا من أجل. وطن يسع الجميع فلم التشاكس والعمر كالضيف أو كالطيف ليس له إقامة فالقوات المسلحة حامية لشعبها وحارسة لمكتسباته أو هكذا يجب أن تكون وهم أبناء هذا الشعب صلبا وليست تبني ولم يأتوا من كوكب آخر ولسانهم لم يكن مختلفا والأحزاب أحزاب سودانية ولا شك في وطنيتها ولا ديمقراطية بدونها ولا دولة مدنية تقوم فمالكم كيف تحكمون فالحوار معناه أن العقل موجود والنضال سدرة منتهاه حوار والكل يطرح بضاعته والشعب حكم والثورة لا تتوقف وهي عمل وبناء وإلتحام وهي جهد بعد جهد فوق جهد وهي لسان مبين ينطق بالحق وهي نور ونار فمن أرادها فليصطلي بنارها وقد سجل شعبنا ثورات سارت بها الركبان وكانت إلتحاما بين كل الشعب ومكوناته فلا فرق بين جيش وغيره فالكل من رحم هذا الشعب فليكن لسان حالنا الحصة وطن فمالكم تكأكأتم علي خالد كتكأكأكم علي ذي جنة فقد قال ما قاله العقل وأيده المنطق ، فإن كل الطرق مسدودة إن لم يكن العقل حاضرا ومن يرمي شباكه في السراب حتما سيصطاد الخراب ،