محمد عثمان المبارك يكتب
الدولة السودانية دولة مضطربة ومنذ عهد السلطنة الزرقاء تمخضت وحملت رموز فشلها وكان واضع اساس الفشل بادي أبو شلوخ الذي استعان بإنكشارية أبو الكيلك ومياه كثيرة جرت تحت الجسر فكان فشل علي فشل واضطراب يقود الي إضطراب حين برزت رموز الفشل فعشنا بين حرب وخراب ونار هنا ونار هناك وتاريخ مغلوط ولم يكتب بأمانة وكل التاريخ والعربي خصوصا به من التشويه ما به وكل شئ أحاط به التدليس ولكل عهد حماد الراوية حتي اضطربت المقاييس وأختلت الموازين فمنهم من يضعف حديث ليزداد بسطة في الجسم وضمورا في العقل ومنهم من اشتري لهو الحديث ومنهم من حرف الكلم عن مواضعه وآخر رماه علي عواهنه ومنهم من يعبد الله علي حرف حتي جعل دينه كنتينا وبه باع وبه اشتري وعلي الله إفتري ساق معه أرباب الجهل وعاطلي المواهب وكل عتل وجواظ حتي صار الحفاة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان وحروف العلة علت المناصب فلم نري الجندي الذي يردد الجلالة فتهتف النساء من النوافذ إنبهار فتغير الحال وتبدل فصار يأتي من يأتي من فئ وما فاء من كلية حربية بل من فلاة وخلاء وعندما وجد الدنيا خلاء صار ضابطا وسط المدينه فأصابتها وحشة الصحراء وإبن آوي بين عرصاتها صاعدا مناكبها وعرف أبواب خزائن الأرض وأمتلك مفاتحها فابتسمت له الدنيا عند غياب أهلها عندما أصبح الوطن صنم يجوز نسفه كما نسف موسي عجل السامري لكنهم ذبحوا الوطن وهتف السامري فصار قارون زمانه ودخل المدينة في غفلة أهلها فنال من حسانها مثني وثلاث ورباع مع فك التسجيلات وتجديدها فأصبحنا علي ما ترون بعد أن أصابنا جنون البقر وأصبحت كل أذن بها وقر ولم يؤذن في الناس حكيم ولم يأتي من أقصي المدينة رجل يسعي ولم يكن فينا رجل رشيد فتفرقنا أيدي سبأ وشعارنا إتفقوا علي أن لا يتفقوا فمالكم كيف تحكمون ولماذا لا تتحاورون وشعبكم عاش مسغبة وإعتفار وجلد ذاته جوعا وألما حتي كان قوله لا تعليم في وضع أليم ومنهم من يربط حجرا ومنهم من يأخذ جبلا ويرحل به ذهبا حتي فتن به وظنه آي فقال إن السماء لا تمطر ذهبا وقال عابد الذهب في كتاب المطالعة القديم الذهب الذهب يكاد عقلي يذهب وأنا أخشي أن أقول غدا إن وطني يذهب ونصحت لقومي إلا أنهم لم يتبينوا النصح إلا ضحي الغد ، ويا خوف فؤادي من غد.