مقالات

محمد عثمان المبارك يكتب

المسار نيوز محمد عثمان المبارك يكتب

يسافرون تباعا ولا يبقي ما ينفع الناس ، واذا ما حمل السيل زبدا رابيا ذهب الماء وترك الزبد، أو فلتقل ترك من يزبد ويرغي ويرقي نفسه ويضع نجوما علي كاهله وهي تبكي كما بكت المروءة ويزين صدره الخاوي بنياشين خلب لم ينالها من بابها ولم يصعد درج بل جاءت من هرج ومرج ولم يسمع بألف ليلة وليلة ولم يلتقي في القولد بالصديق ولم يقف طابور الصباح ولم يضرب الدرج أمامه منشدا خلف المعلم برز الثعلب يوما ولم يعش بخياله مع مريم الشجاعة وكيف أنقذت القطار ولم يتصفح الألغار ولم يمر بالشياطين الثلاثة عشر ولم يذهب المطعم ليقلد ارسين لوبين ولم يقرأ الأسود يليق بك ولم يدق قلبه مع صفحات الوسادة الخالية ولا يعرف مصطفي سعيد الذي أراد أن يحرر بلده بما قال ولا يعرف البخر ولا التصحر ولم يسمع بآرم استرونق ولا شكسبير ولم يقرأ جينير ويجهل كوش ويظنها بوش ويجهل منبع النيل ولا يدرك مصبه وقد سمع الناس يقولون فقال كما قالوا كالذي قال في حمامة شجت قلبي ولم أفهم شجاها فتشابكت الخيوط حين إختفت الغزالة كما أرادها عتيق وشرحها صديق الموج عليه الرحمة وقد غابت شمسنا حين سافر المبدعون فهم الماء الذي ذهب وبقي في عقبهم سارق الذهب ولم يطرب بسال من شعرها الذهب ولم يسمع بما قال شوقي رمضان ولي هاتها يا ساقي أو كما قال عنترة ربذ يداه بالقداح اذا شتا وكذلك لم يكن زولنا سهلا إذ قال صب الكأس تاني حبيبي من خمر النخيل الوصاني بيهو طبيبي ، ويا ريت لو حميد شديد لرأي أرضا ليس أرضه وأهلا ليس أهله وأطلالا لا تجد شعراء يبكونها أو يقفون عليها وهنالك من لبس غير لبسه وجلس في غير مجلسه فاضطربت الكراسي من هول ما أصابها فغني عركي يا للهول حين تقدم الركب من لا يعرف أبا الهول ولم يسمع ببعانخي فقد لعن الله أمة جهلت تاريخها وباعت وزارة تربيتها ومات مربيها حزنا علي ذل زميل وسجن رسول ورفع جهول حتي ينشد المنشد دونما خجل الجهل يرفع بيتا لا عماد له والعلم يهدم بيت العز والشرف حتي صارت الألف الميتة حية بإذن ربها فكتبوا لكن ( لاكن) وقرأوا آه واحد وخمسين حتي مكثنا في العذاب المهين وكلنا علي رؤوسنا الحصباء دون أن نتناول شئ من الصهباء حين جالسنا البلهاء فالنيل لم يعد سليل الفراديس والجزيرة لا قطن فيها ولا محلج وكيف لا وقد تقدمها الأدلج ولكن لابد للشعب أن يقرأ ما كتب عمر أبي ريشه في قصيدة النسر وكيف ثارت قمم الجبال حين أصبح السفح ملعبا للنسور ثم نغني ثانية كما غني أبو عركي يا للهول !!

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى