مقالات

مدافع البرهان

المسار نيوز مدافع البرهان

العميد ركن د. عبد الملك الرزم

ليس الغبي بسيدٍ في قومه .. لكن سيد قومه المتغابي ، وكلما كان التغابي عميقاً كلما دل ذلك على قوة ومنعة الغطاء الذي يستخدمه (سيد القوم)، والتغابي هو سلاح ماضي في مواجهة الغباء الذي هو أقوى حليف يمكن أن يكون عامل نصر وحسم ، وفي ظل التجاذب الحادث والذي معظمه مبني على أمنيات وتكهنات لا وقائع وعلى تحليلات وإستنتاجات لا معلومات فإن العنصر الذي تدور حوله كل الأفعال وردودها هو الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ، ونستطيع الجزم بأن الكفة التي يقف فيها البرهان هي كفة راجحة ورابحة .
والبرهان كقائد عسكري وسياسي يمتلك ثلاث عوامل ونقاط قوة لا يشاركه فيها أحد وهي : الشرعية الأخلاقية ، عامل الزمن والمكان ، ومنظومة القيادة والسيطرة ، وهذه العوامل الثلاثة تندرج تحتها كثير من التقديرات العسكرية والأمنية الحاسمة في أي صراع أيا كانت طبيعته ، مثل تنظيم الموارد وتوزيعها والإمداد والتغذية المعلوماتية ، الإنسجام بين القيادة والقاعدة على المستويين المدني والعسكري ، الإستعداد للخيارات والإحتمالات المختلفة والإنفتاح عليها ، التعامل مع المخاطر والأزمات ، رمزية القائد وإلمامه بكافة الخيوط والخطوط .
يقول صن تزو في كتابه فن الحرب : (إذا كان عدوك سريع الغضب ، احرص على مضايقته وإثارة غيظه، تظاهر بالضعف حتى يتمادى في غروره، أحرص على أن تنهك قوى عدوك أثناء راحتك ، أهجم في أوقات إسترخائه وأظهر في المكان الذي لا يتوقعك فيه ) ، وكتاب صن تزو هو دليل القيادة الأفضل في التاريخ العسكري والإنساني وهو الذي يفسر لك لماذا لا يدير البرهان الدولة كما يدير الجيش ؟ ولماذا هناك فرق كبير بين البرهان رئيس مجلس السيادة ورئيس المجلس العسكري السابق والبرهان القائد العام للقوات المسلحة والمفتش العام السابق ؟ .
البرهان ليس زعيماً سياسياً لكنه يمكن أن يكون كذلك وأكثر من ذلك ، فالبرهان الجندي لا يمكن أن ينسحب من معركة تُفرض عليه ، وسيسعى لتأجيل مواقيت المعارك وتقليل خسائرها إن حدثت، كما أن مدافع البرهان لا يتم تلقيمها إلا عندما يتيقن أنه لا بد مما ليس منه بد ، ومن يختار ساحات المعارك ويحدد أزمنتها ويدرس سلوك حلفائه وغرمائه على حد سواء ويقرأ المحيط جيدا كل يوم بلا شك هو المنتصر .

العميد ركن د. عبد الملك الرزم
الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى