مقالات

مقتل شيرين ابو عاقلة مؤامرة لتوريط إسرائيل القديمة

المسار نيوز مقتل شيرين ابو عاقلة مؤامرة لتوريط إسرائيل القديمة

أمل الكردفاني

الصراع اليوم بين اليهود الإصلاحيين أو التقدميين أو الليبراليين واليهود المحافظين. اليهود التقدميين كانوا يركزون على دعم القوة الراسمالية ليهود العالم، وتجريف كل المعوقات لتدفق تلك القوة وهيمنتها، وكانت عائلة روتشيلد المصرفية المعروفة. (يعتبر ماكرون أحد خريجي توجهات روتشيلد والذي تمكن من اقتحامهم عبر زوجته). فما هي اليهودية التقدمية؟ إنها منهج إصلاحي للمفهوم اليهودي، أو منهج انفتاحي ليبرالي يجرف كل المفاهيم اليهودية القديمة، حيث أن اليهودية الليبرالية تعترف بإله (شخصي)، وترفض الضوابط الطقوسية، فيمكن للمرأة ان تصبح حاخاماً، كما تعترف بالتنوع الجندري والمثلية، وتميل في كل الأحوال إلى الفردانية. وكل ذلك بحيث يتم تكسير أي مقاومة للتدفق الراسمالي في المؤسسات الكبرى. في المقابل لا زالت دولة كإسرائيل تجاهد بعض قواها السياسية لتحافظ على بعدها اليهودي التقليدي. وتمثل الحرب على اوكرانيا المواجهة الأهم بالإضافة إلى مواجهات أخرى كالاتفاقات الإبراهيمية. وسنلاحظ أن اليهودية التقدمية أو الماسونية الليبرالية أحكمت قبضتها على أمريكا بمجرد نهاية الحرب الأهلية الامريكية ثم عادت لتسيطر على كل أوروبا الغربية وهي مستفيدة من الدعاية الواسعة ضد الهولوكوست. دعونا نذهب لويكيبيديا الانجليزية لنعرف كيف بدأت تلك القوة في دعم الروح الليبرالية الرافضة للمحافظة، والمتوجهة نحو الانفتاح الشامل:
“كانت اليهودية الإصلاحية أول من تبنى ابتكارات مثل المساواة بين الجنسين في الحياة الدينية. في وقت مبكر من عام 1846 (لاحظ التاريخ في عام 1946 احكمت روسيا سيطرتها على بريسلاو الألمانية أي بنفس التاريخ بعد مائة عام من ذلك المؤتمر كإشارة رمزية) ، أعلن مؤتمر بريسلاو أن المرأة يجب أن تتمتع بالتزامات وامتيازات متطابقة في العبادة والشؤون المجتمعية ، على الرغم من أن هذا القرار لم يكن له أي تأثير عملي.
 ليلي مونتاجو -التي عملت كقوة دافعة وراء اليهودية الليبرالية البريطانية و WUPJ- كانت أول امرأة في التاريخ المسجل تلقي خطبة في كنيس يهودي في عام 1918 ، وكانت أول حاخامة معروفة تُمنح رسميًا هذا اللقب. في عام 1972 ، رُسِمت سالي برييساند من قبل كلية الاتحاد العبرية ، مما جعلها أول حاخامة أمريكية تُرسم من قبل مدرسة حاخامية. أصبحت المساواة في الصلاة سائدة عالميًا بحلول نهاية القرن العشرين.
كما كانت الحركة رائدة في التسامح مع المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا. أعلن المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين في عام 1977 أن الاتصال بين البالغين بالتراضي أمر شرعي ، وتم قبول رجال الدين المثليين بشكل علني بحلول نهاية الثمانينيات. تمت الموافقة على زواج المثليين بحلول نهاية العقد التالي. في عام 2015 ، اعتمد القرار بشأن حقوق المتحولين جنسياً والأشخاص غير الممتثلين للجنس ، وحث رجال الدين والقائمين على الكنيس على تعزيز التسامح وإدماج هؤلاء الأفراد.
الإصلاح الأمريكي ، على وجه الخصوص ، حوّل العمل من أجل القضايا الاجتماعية والتقدمية إلى جزء مهم من الالتزام الديني. منذ النصف الثاني من القرن العشرين ، وظفت الفكرة الحاخامية القديمة لـ Tikkun Olam ، “إصلاح العالم” (لاحظ الإسم)، كشعار تم من خلاله تشجيع الناخبين على المشاركة في مختلف المبادرات من أجل تحسين المجتمع. أصبح مركز العمل الديني لإصلاح اليهودية لوبيًا مهمًا في خدمة القضايا التقدمية مثل حقوق المرأة والأقليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وما شابه ذلك. Tikkun Olamأصبح مكانًا مركزيًا للمشاركة النشطة للعديد من المنتسبين ، حتى أنه دفع النقاد إلى وصف الإصلاح بشكل سلبي بأنه أكثر من مجرد وسيلة يستخدمها الليبراليون اليهود للادعاء بأن الالتزام بمعتقداتهم السياسية كان أيضًا نشاطًا دينيًا ويظهر الولاء لليهودية. 
تعد اليهودية الإصلاحية اليوم في طليعة العلمانية في أمريكا … لا يمكن تمييزها غالبًا عن اتحاد الحريات المدنية . .. حقيقة الأمر أنها فقدت مراسيها الدينية في مكان ما على طول الخط. وفي إسرائيل ، مركز العمل الديني نشط للغاية في المجال القضائي ، وغالبًا ما يلجأ إلى التقاضي في كل من القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية بشكل عام والوضع الرسمي للإصلاح داخل الدولة ، على وجه الخصوص”.
منذ بضع سنوات واجهت إسرائيل هشاشتها التاريخية، إذ انها دولة تستند إلى قومية دينية غير محسومة، في الوقت الذي تمكنت فيه قوى “إصلاح العالم” من علمنة الدول الشرق اوسطية (مصر، الاردن، سوريا، العراق..). فاصبحت إسرائيل تبدو ككلمة شاذة باعتبارها الدولة الرجعية الوحيدة في المنطقة، وهي لا يمكن ان تصبح دولة ليبرالية بشكل معلن لأن هذا سيهدم أساس وجودها. لذلك سنتذكر أن الاتفاقات الإبراهايمية استمدت قوة ظهورها بعد تغريدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي حين قال: التقيت برئيس دولة (إسلامية). يقصد البرهان. لقد تعمد رئيس الوزراء على تأكيد إسلامية الدولة التي يحكمها البرهان، ليؤكد أن اسرائيل ليست الدولة (الرجعية) الوحيدة، فهو لا يستطيع أن يقول ذلك إذا التقى بملك الأردن أو رئيس مصر أو سوريا. ومن هنا وضح أن إسرائيل انتشت لوجود فرصة اخيرة لتدعم شرعيتها الدينية عبر الاتفاقيات الإبراهيمية (الوحدة السماوية) في مواجهة تفكيك البنيات الدينية التقليدية، مثل ما تفعله اليهودية الليبرالية.
لذلك سنجد أن موقف إسرائيل من روسيا ليس كما كان يتوقعه الكثير من المحللين. لقد كان موقفاً (يبدو محايداً في العلن) ولكنه ليس كذلك في الخفاء.
يذكر سعيد عكاشة في مقال له بمركز الأهرام للدراسة السياسية والاستراتجية الآتي:
(في تصريح لمسئول إسرائيلي رفيع المستوى (لم يذكر اسمه أو منصبه) لموقع “المونيتور”في 22 فبراير الجاري، قال: “إذا نظرت إسرائيل إلى الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا كصراع ثنائي وفقط، فإنها حتماً ستنحاز لروسيا، ولكن إذا كان على إسرائيل أن تختار بين روسيا والولايات المتحدة (إذا ما طلبت الأخيرة من إسرائيل إدانة السياسة الروسية حيال أوكرانيا) فإن إسرائيل ستنحاز حتماً للولايات المتحدة”).
يشير ذلك إلى خطاب التفافي من ذلك المسؤول الإسرائيلي. ولتتجاوز إسرائيل (القديمة) ذلك الوضع المضطرب من الحرب الروسية، حاولت تحويل نفسها كوسيط لحل الازمة، فقد جاء بقناة فرنسا24:(أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نافتالي بينيت السبت استعداده للقيام بوساطة في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إذ زار موسكو قبل أن يتوجه إلى برلين ويجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أعلن عن اتصال هاتفي جديد الأحد بين بوتين وبينيت).
إن فكرة الوساطة هي اللعبة الأكثر قدما في السياسة الدولية، حين تحاول أي دولة أن تنأى بنفسها عن إعلان موقفها الحاسم من صراع دولي ما عبر تمثيلها لدور الوسيط.
لا شك أن كل ذلك، يعني أن إسرائيل (القديمة) بات من الواجب تغييرها بإسرائيل (جديدة). وليحدث ذلك التغيير فلا بد من توريط إسرائيل القديمة في فضائح متتالية واتهامات يتم استغلالها (كاغتيال شيرين)، وليس من المستبعد حدوث تضييق اقتصادي عليها مستقبلاً ولكن بشكل سري (غير معلن) ودعم اليهود الليبراليين داخلها، ومن ثم تغلغلهم في مراكز صنع القرار الاستخباري، قبل خلع اسرائيل لجلدها القديم بالكامل، كما تفعل الحيات والأفاعي، وإلباسها الجلد اليهودي الكيوت cute jewish.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى