مقالات

من السماء ذات البروج لا شكرانين !!

المسار نيوز من السماء ذات البروج لا شكرانين !!

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

لماذا يستغرب البعض من لهجة ومفردات مناوي؟ والعبارات التي يطلقها حميدتي احيانا ؟ ، هؤلاء هم أبناء جلدتنا ولهم لهجتهم ولهم مفردات عامية إكتسبوها من المحيط الذي عاشوا فيه ، جملة السماء ذات البروج حينما قالها مناوي عندما سألته لماذا ذهبتم إلي ليبيا قال لها نحن كنا مضايقين أين نذهب نذهب إلي السماء ذات البروج ؟ وهنا كلامه صحيح من ناحية المعني والمقصد ، السماء ذات البروج تعني الكواكب البعيدة فلا غرابة في ذلك !

حميدتي أطلق جملة ( مطر بدون براق ) ! وهي جملة متداولة ويلوكها المجتمع الريفي وهي معروفة لدي أهل الزراعة والرعي ، والمطر الذي يأتي بدون براق تكون سحابته قريبة وربما ينفع وربما يضر لكنه نوع من أنواع المطر ، لكن (التمطر حصو) ! دا نوع من المطر يهلك الحرث والنسل ويقضي علي الأخضر واليابس وأعوذ بالله منه ويبدو أن دقلو عندما قالها كان في لحظة غضب بسبب (بني قحت ) الذين لم يغضبوا حميدتي فحسب بل اغضبوا كل الشعب السوداني

أما كلمة شكرانين التي قالها مناوي أيضا عندما ختم بها حديثه في فعالية كان متحدثا فيها هي كلمة مشتقة من كلمة شكرا ، اهل المغرب العربي اشتقوا منها كلمة تشكرات ، والمصريين كلمة متشكر ، وعندما كنا صغارا كنا نردد انشودة متشكرين ومقدرين يا معلمتنا يامعلمين ومن حلاوتها وجمالها وربطها بزمن جميل لو سمعتها الآن أرددها !! ، إذن هنالك كثير من الكلمات اشتقت إلي العامية لكنها تحمل نفس المضمون والمعني في اللغة العربية

لكن هنالك مفردات لا اصل لها وإن سمعتها بنت عدنان لتبرأت منها وهي مفردات حديثة ظهرت مثل ( يامكنة) والقونة والسانات والراسطات إلخ …هي مفردات مستحدثة لها معاني لكن لا أصل لها ولا جذور لغويا واعتمدت علي العصف الخيالي مثل (مرقنبو قرنبوا) هذه المفردة لوسمعها سيبويه لخرج من قبره ضاحكا !

الشعب السوداني الآن هو يعيش في السماء ذات البروج من حيث عدم الفهم لحال بلاده وحال الحكام والسياسين فيه ، بينه و بين فهم مايدور في هذه البلاد كبعد الارض من السماء ذات البروج والسبب في ذلك قبيلة( ساسة يسوس) التي تتسيد المشهد السياسي الآن ، القبيلة المتفرقة فكرا ومنهجا وممارسة ، كل الشعب السوداني لو عرف أين مكتب تأشيرة الدخول لذات البروج لذهب من غير رجعة وفي باله (التمطر حصو ) ! ، حتي متي ينصلح حال البلاد والعباد ؟ ، (من منصتي أنظر أمامي…. حيث لا أري الآن….. إلا شعبي سيرحل إلي السماء ذات البروج !! قائلا : لا شكرانين لمن ضيعوا هذه البلاد) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى