مقالات

من محطة فولكر وحتى بيان التسعة :

يعلمون أن عودة قحت للحكم المستحيل الرابع لكن الهدف إرباك الساحة

المسار نيوز من محطة فولكر وحتى بيان التسعة :

سيف الدين البشير

كل الوصفات تتهاوى تباعاً كأوراق الشجر الجافة ذات شتاءٍ أوروبي قارس لكن ممثلي القارة العجوز بقيادة الدولة العظمى لا يقتنعون ، وبيان سفراء كبار الغرب التسعة هو الدليل الأبلغ على محاولاتهم جر السودان نحو حالة شبيهةٍ بما يجري في أمصارٍ أخرى بفعلهم وعبر أصابعهم داخل تلك البلدان .. هل نحصي وصفاتهم في سوريا واليمن وليبيا التي أغرقت تلك الدول في ليل بهيم ؟ .. وهل تناسيهم وتجاهلهم للويلات الماثلة هناك هو مجرد مصادفة ؟ .. هم الآن يضعون رجلاً على رجل حتى يتفانى الفرقاء وتخلو لهم السوح للإجهاز على طرائد مثخنة بالجراح .
ولا تحدثني عن بيانات أو اعلانات يصدرونها تتباكى على مآسي الإنسان ! وجميعهم شادوا حضاراتهم على المآسي الإنسانية .
أما بيان التسعة المتعلق بوثيقة ما أطلقوا عليه وثيقة إطار عمل دستور انتقالي مقدم مما أسموه اتحاد المحامين فهو مثقوب ومعيب من حيث الشكل والمضمون ؛ من حيث الشكل يمثل البيان تدخلاً سافراً في شأن البلاد ، وعلى هؤلاء مراجعة صلح ويستفاليا وما تبعه من ترتيبات نحو علاقات الدول ، وأجزم أن غالبهم لا شأن لهم بأساسيات الدولة بفرضية أن مهنتهم وأقصى علمهم هو تحريك الأصابع الداخلية لهدم الدول .
أما من حيث المضمون فإن الكيان الماثل هو محض واجهةٍ لقحت وما هو بالكيان الذي تتكامل عنده أشراط الشرعية ، كما أن شأن الدستور ليس هو بالشأن المتروك لكيان واحد ولا للواجهات الهزيلة التي برع اليسار في استحداثها .
وليس بخافٍ على جماعة التسعة أن بيانهم لن يعيد قحت المقبورة لسدة الفعل ، لكنه من ضمن حراكهم لإرباك الساحة . وربما أن سقوط المتلاحق لجهود تدويل شأن السودان بدءاً بأحادية فولكر ، ثم ثنائية فولكر والاتحاد الأفريقي ، ثم الثلاثية والرباعية مضت بهم نحو هذا التجحفل الغربي المريب وفي أنفسهم شئ من حتى أن صمد السودان حتى هذا التأريخ وأفلت الحالات المأساوية لمن أحالتهم أصابع الغرب لحالة اللادولة .
وفقط نتساءل ؛ هل تعجل الغرب في الدفع بسفيرين جديدين للولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي للمزيد من إرباك الساحة بلوغاً لذروة الأزمة ؟ .. ربما .
وزارة الخارجية السودانية مطالبة باستدعاء التسعة وإبلاغهم برفض هذا الحراك ، وأن يكفوا يدهم عن التدخل السافر في الشأن الداخلي ، كما يتعين على كل الكيانات الوطنية التعبير عن رفضها لمسلك سفراء الغرب واستلهام كرري التي احيت البلاد ذكراها قبل عدة أيام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى