مقالات

نداء للسامعين ، إن إرادة الشعوب غالبة لا محال.

المسار نيوز نداء للسامعين ، إن إرادة الشعوب غالبة لا محال.

الي الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا .

الي الذين يعرفون معني الإنسانية ويقدسونها.

الي من يعرفون حرمة النفس ويجلونها.

الي من يدركون أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه .

الي عماد الحي اذا ما عماد الحي خرت .

الي الذين يعرفون معني الأوطان ويعلمون أنها في دم كل حر لها يد سلفت ودين مستحق .

الي الذين يدركون أن البلاد رأس مالها الإنسان وأساسها المواطنة .

الي أصحاب الجباه العالية والأخلاق الرفيعة

الي كل هؤلاء وأؤلئك .

أكتب لكم اليوم بينما يتعرّض شعبي لخطرٍ محدق وإبادة جماعية من مغول العصر وتتار الزمان .

إننا نتعرض لهجوم من مليشيا لا تعرف للحياة معني ولا للإنسان حرمة فقد قامت بتسميم الحياة ثم قتلت الإنسان وسرقت ونهبت ولم يسلم منها حتي الحيوان ثم هتكت الأعراض واستباحت كل شئ وهي اليوم تستهدف وجودنا وتدعو بدعاوي كذوبه لا يصدقها إلا قليل عقل أو منفوح وجيبه منفوخ وقد خسر أهله ودنياه وباع أرضه وكتب مع الأذلين .

لقد شهد عدد غير قليل من أهل بلادي بأمّ أعينهم كيف أطلقوا النار على ذويهم وصفعوا أمهم وأبيهم وأقتادوا حرائرهم إلي مكان قصيا أو بالقرب من أهلن وهم ينظرون وفعلوا فيهن الممدود والمقصور وأخريات سبايا مقرنات بالأصفاد ومعروضات في الأسواق ، وكيف اضطر عدد ليس بالقليل للهرب للنجاة بحياته من الجحيم .

تريد المليشيا السيطرة على أراضي شعبنا وممتلكاته لتحويلها إلى غير أهلها وملاك جدد بغير حق ، لكنهم لن ولم يستطيعوا لذلك سبيلا وقد عرف شعبنا كذبهم وعلم ديمقراطيتهم وأدرك كنها ، وكيف تريدون أن تحكمون وأنتم تقتلون وتسرقون وتنهبون وكل منكر تفعلون ، بفضل الله وشعبنا الواعي نستطيع أن نتحدى المليشيا وعصاباتها ومن يقف خلفهم ، فلا مكان للميشيا بين شعب هم محاربوه ، فهم الشر بأعينه الخمسة عشر ، وبوحدة شعبنا وتماسكه سيكون الحق ظاهرا والمليشيا الي زوال ، هذا قرار الشعب الذي قال الجنحويد ينحل والعسكر للثكنات ، وقوله الفصل وينفذ ما قاله بالأمس ،. والشعوب لا تقهر وهذا حكمها في الزمان . وبفضل ثباتهم ، ما يزال الآلاف منهم قادرون على الاستمرار في الحياة والتمسك بالأرض والدفاع عنها .

لكن المليشيا الارهابية يوميا تعاود هجومها علي القري الآمنه في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم وأماكن كثيرة ، وقد طردوا الآلاف من شعبنا وهجروا الملايين من أرضهم خلال أسابيع لذلك أطلب من كل رسل الإنسانية والعالم الحر المساعدة مجدداً والنظر الي شعب السودان .

لدي إيمانا قاطعا بقدرة شعبنا على النصر لأن الظلم لا يدوم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فإن شعبي هم مجموعة من المسالمين الطيبين الذين يعيشون ببساطة على أرضهم ولا يمكنهم تحمّل فاتورة المزيد من المتاعب والعنت والشقاء وهم بالرغم من البساطة بهم قناعة وتعلوهم البسمة حتي أطلت عليهم مليشيا الخراب وأعملت فيهم الحراب .

ما أطلبه منكم اليوم يا دعاة السلام ومحبي الإنسانية ليس تبرعاً خيرياً بل واجب مقدس أن تقفوا في صف إنسان السودان من جديد وتنظروا محنته ببصر حديد ، وأن تموّلوا معركتنا ضد الظلم ولو بالكلمة وأضعف الإيمان لكي نحمي أراضينا وما عليها من حياة حتي نبلغ السلام ونفشيه بين الأنام ، كما أن دعمكم هذا سيساعد في تشكيل الرأي العام دفاعاً عن أهل السودان وتعجيلا للسلام .

لقد عاهدنا أسلافنا من قبل على حماية الأرض التي نعيش عليها والحفاظ على التوازن الحيوي فيها، وقد تتحوّل هذه الأرض إلى جنة ساحرة اذا ما وجدت منا الإهتمام والعالم من حولنا يحسدنا عليها ، لذا تحلق حولنا الطامعون وكثر فينا السماعون والبائعون والمتنطعون ومن أهمتهم أنفسهم ومن لا يعرف للوطن موقع فكانت نتيجة ذلك ما نحن فيه من خراب ودمار وجهل يمشي بيننا في الحل وفي الترحال مطمئنا ومواطن فوق الأرض يئن من عطش وجوع والنيل علي مرمي حجر والسماء لم تبخل ، ولكننا لم نحسن الأمر .

إننا نزرع الحب والحياة في هذه الأرض أو هكذا كنا ، فأطل علينا من لا يعرف قدر أرضنا ولا حرمة انسانها ويجهل تاريخها ، فكان ما ترون وما شهدتم ، وإن لم نوحد الكلم ستعصف بنا الأنواء وتهوي بنا الريح من مكان سحيق .

لا يتوقف الأمر على شعبي وأرضي ، حيث يتعرّض إلى الهجوم في كلّ مكان، ويُجبرون على ترك أراضيهم ومنازلهم وجميع ممتلكاتهم وهم لا يملكون ما يمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم.

إنها حرب وجودية تهدد وجودنا ولا يمكننا تحمل تكلفة المزيد ، وعلي العالم الحر ومنظماته الإنسانية النظر بعين ثاقبة لما أحل بشعب السودان والعمل وفق نواميس الإنسانية والأخلاق السوية وليس بالمعايير المضطربة والموازين المختله ، فإن شعب السودان يعاني الأمرين قهر وذله وقراره الأخير أن ينتصر أو ينتصر والسلام نصر والكل له رسل ، ولمثل ذلك فليعمل العاملون ، ومن أراد ذلك فليكن بجانب شعبه ، فإن النصر سيكون بيمنه والنور من حوله حيث لا وجود لخفافيش الظلام ، ومن أراد أن يكون محمود في الأرض وفي السماء فليكن بين أهله وإطارا لهم من كل شر ثم يقول هاؤم أقرأوا كتابيا ، وحينها يكون قد سماء وبه الشعب إحتمي وله حمي ، فكن مع شعبك تسود ، فإن إرادة الشعوب غالبة لا محالة .

محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى