هل تنجح مبادرة المصالحة الوطنية بقيادة تراجي مصطفى وآخرين؟

أمل الكردفاني

تم ضمي لمبادرة تقوم بها بعض القيادات السياسية وعلى راسهم السيدة تراجي مصطفى. وبالتالي فنحن أمام مبادرة ذات خاصيتين: الخاصية الأولى: ظهور قيادات نسائية فيها بصورة فاعلة. والخاصية الثانية أنها مبادرة تبدو متوازنة جداً؛ حيث تتضمن سبعة بنود واضحة ومختصرة وتكاد تكون شاملة ومتماشية مع خط التغيير الحقيقي والخط الثوري؛ إذ تتضمن (باختصار):
١- تحقيق توافق سياسي سوداني يشمل كل المكونات السياسية السودانية والاجتماعية والثقافية.
٢- يتم اعتماد الحوار المباشر الشامل.
٣- يتم تكوين حكومة كفاءات.
٤- تعديل الوثيقة الدستورية بما يتم التوافق عليه، ويسبق ذلك إعلان سياسي تلتزم فيه كل المكونات بنتائج ذلك الاتفاق.
٥- تحقيق السلام العادل بين كل الأطراف والحركات المسلحة.
٦- استكمال المؤسسات العدلية.
٧- تهيئة المناخ السياسي للحوار وذلك عن طريق إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بما فيهم شباب لجان المقاومة والوقف الفوري للعنف.

مع ذلك فأنا لست متفائلاً كثيراً بنجاح هذه المبادرة؛ وذلك لأن الصراعات السياسية عميقة جداً، وتزداد فيها عوامل التصارع أكثر من عوامل التعاون. والتكسير والهدم أكثر من البناء والرتق. فالمتوقع بالنسبة لي هو أن هناك قوى ستعمل جاهدة على تفكيك مفاصل هذه المبادرة.
ولكن -ومن وجهة نظر أكثر تفاؤلاً- أرى أن يتم تنزيل هذه المبادرة إلى القواعد الجماهيرية، والحصول على آلاف التوقيعات عليها، لتنال شرعية وجودها ومزاحمتها -ككلمة متوازنة وعادلة- مع شطط ما هو مطروح الآن في الساحة.