مقالات

هل يسمع الصم

المسار نيوز هل يسمع الصم

تقطعت بهم السبل وضاعت عليهم الدروب ثم أصابهم العمي وأمتلأت أذانهم بالوقر ثم طفقوا يبحثون ونزلوا بملعب ليس لهم به معرفة ولا خبرة ومضمار يجهلونه فكان مثلهم مثل الذي لا يدري وظن أنه يدري فكان حصاده الريح أو كباسط كفيه للماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فقد ضربوا مضاربهم ونصبوا خيامهم في أرض بور بلقع ثم بذروا بذور الوهم وانتظروا السحاب فكان سحابهم خلب وحصادهم سراب ومنهم من يظن أن المجتمع الدولي رهن إشارته وطوع بنانه وأنه لا يدرك أن العلاقات بين الدول تقوم علي المصالح المشتركة ولا تخضع للحب والكره وقبل أن يذهب القائد البرهان للأمم المتحده قالوا ما قالوا وجمعوا كيدهم وأرسلوا في المدائن حاشرين وأكدوا خسرانه المبين ، ومن قبل قالوا لو ذهب لتشيع الملكة في بريطانيا ستصيبه دائرة وتحاصره شباك العدالة فقلنا ننتظر مع المنتظرين وسوقوا لذلك ونفخوا أبواقهم فذهب وكان من الحاضرين في ذاك اليوم المهيب ثم عاد وانقلبوا خاسرين يجرجرون أزيال الخيبة ، ثم قال أمثلهم طريفة إنه لن ولم يستطع أن يذهب الي الولايات المتحدة ولن تمنحه تأشيرة ومن قبل راهنوا علي سفيرها أنه لن ولم يأتي فكذب حدسهم وجاء الخرطوم ودخل القصر مقدما أوراق إعتماده فقالوا استحقاق قديم وأمر معروف وقد تم وليس في ذلك ضير ، فقال ظريف المدينة لقد صدقتم ولكن ماذا عن الأمم المتحدة وجلستها وخطاب البرهان فمكثوا غير بعيد وقلبوا دفاتر خيبتهم وضربوا أخماسهم في أسداسهم وتناولوا صنفا مميزا وممتازا ثم فكروا وقدروا وغنوا يا ود ارو حقي ما تودروا وأرسلوا سراقتهم ونظر في الآفاق وجال وصال ثم سمعنا صهيل فرسه ووقع أرجله وهي تقول وجدتها وجدتها وقال الجمع هاتها وارحنا بها يا سراقة ، فقال لقد تحدث البرهان بصفته رئيس الإيقاد وما أريكم إلا ما أري ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد فخامرت الفكرة رؤوسهم وروجوا لها ونسوا ما قاله البرهان بل لم يسمعوا وكيف يسمع الصم فقد كان كلاما واضحا وكله عن السودان ولم يغادر في ذلك صغيرة ولا كبيرة ولم يذكر الإيقاد وان ذكرها فليأتوا بكتابهم إن كانوا صادقين ، فإن الوهم لا يباع والحقيقة تأبي التدثر والعالم قرية أنواره ساطعة لا تضيع فيه الحقائق فماذا بعد ما رأيتم وشفتمو فهل من مكر جديد فالطريق واضح للذين يريدون للوطن الاستقرار وينشدون السلام وها هو قائد الجيش وضع النقاط علي الحروف والعالم كان عليها شاهدا ولسان الحال يقول هل من مجيب ؟

    *شندقاوي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى