مقالات

هل يفعلها البرهان فيسطر تاريخه من جديد؟!..

المسار نيوز هل يفعلها البرهان فيسطر تاريخه من جديد؟!..



الدكتور عمر كابو..
يبدو أن الرئيس البرهان قد وصل إلى قناعة تامة بأنه لا أمل ولا خير يرجى من شرذمة اليساريين؛ فقد جرب معهم كل الوسائل من أجل خلق أرضية مشتركة لإنقاذ البلاد من عمق الهاوية التي تتردى فيها يومًا بعد يوم فما جنى منها غير السراب..
منحهم كل شيء فتمادوا في غيهم وضلالهم المبين..
صبر على تدخلهم السافر في المؤسسات العدلية التي استباحوا حرمتها فصلًا وتشريدًا لخيرة القضاة والمستشارين ووكلاء النيابة..
صبر على إذعانهم لساداتهم وأولياء نعمتهم في دول الاستكبار وهي تفرض على البلاد وصفة البنك الدولي الاقتصادية التي أفقرت المواطنين وأجاعتهم وحولت معظم الشعب إن لم نقل كله إلى متسول مهيض الجناح تحت وطأة الفقر و ضغط الحاجة..
تعامل بحكمة وضبط للنفس و عينه ترقبهم يحولون الخرطوم إلى حالة دائمة من الفوضى والشغب والعبث من تتريس للشوارع وتضييق على المواطنين وإعاقة للحركة العامة ونهب لممتلكات المواطنين وتحطيم لمرافق الدولة وطرقاتها الرئيسية..
وصابر على أذاهم وهم يتعرضون للقوات المسلحة وينالون من سمعتها وهيبتها وقيادتها٠
حتى وصلت بهم الحال إلى أن استباحوا سيادة الدولة وعزتها وهم يحجون يوميًّا إلى السفارات الغربية ساعين بينها و طائفين حولها يأخذون منها التعليمات ويبيعون لها المعلومات ويقبضون مقابل خيانتهم وعمالتهم التافهة الذميمة..
ولكن كما قيل فإن للصبر حدودًا ..هاهو ينتفض ليصلح ما أفسدوه؛ فقد استشعر المسؤولية وأحس بخطورة ما وصل إليه السودان فاتخذ قرارات صائبة وأولها دعم خيار المصالحة الوطنية الشاملة خطوة وإن تأخرت وتأخر عنها كثيرًا، إلا أنها ضرورة ملحة تفرضها طبيعة التعاطي السياسي ؛فلا حكم بلا استقرار سياسي ولا استقرار سياسي بمعزل عن مصالحة وطنية تجمع شتات الأمة وتوحدهم وتقودهم للبناء والأعمار وتوجه طاقاتهم للصالح العام..
ثم كان قراره التاريخي الذي قضى بحل مجالس الجامعات وتعيين مديرين ونواب لهم خطوة استحسنها الشارع ووجدت صدًى وارتياحًا لدى الطلاب فقد تابعنا ردة فعل طلاب جامعة الخرطوم على استقالة كوادر الشيوعيين وهم يعبرون عن فرحتهم بتلك الاستقالات من منطلق أنهم كانوا السبب في تعطيل الدراسة..هذه القرارات ستمهد لعودة الدراسة بالجامعات والانحياز إلى مصلحة الطلاب خاصة الخريجين منهم الذين تأذوا من إغلاق الجامعات وهم مقبلون على حياة عملية تتطلب منهم التزود بشهادة التخرج..
لم يقف البرهان في (ثورته التصحيحية) عند هذا الحد هاهو ينحاز إلى الشعب وينزل على رأيه بقراره الذي سيرفع من قدره ويعلي من شأنه ويزيد من شعبيته عند شعبه بتهديده للتافه الحقير فولكر بيرتس الذي جاء به اليساريون ضمن خطتهم لتمزيق البلاد في خيانة وعمالة أخرى قبضوا ثمنها وظلوا يشكلون له حماية تامة ويدعمونه ويرفضون أي مساس به..
فلقد أثلج البرهان القلوب وشفى صدور قوم مؤمنين بإعلانه لأي محاولة تمادٍ من هذا التعيس في التدخل في الشأن الداخلي للسودان..
أجزم أن البرهان سيمتلك قلوب الناس إن اتخذ القرار الصحيح الملهم بطرده ؛فطرد هذا التعيس فولكر سيحول البرهان إلى رئيس قوي في عيون وعقول شعبه وسيعلن ميلاد مرحلة جديدة في البلاد تؤذن بأنها قد انعتقت بإذن ربها من ربقة الإذلال و التبعية و نير المطامع الأجنبية و ارتقت إلى مصاف الدول كاملة السيادة الوطنية..
هذا الشعب شعب عزيز وعظيم وقوي يحتاج إلى قائد قوي وعظيم وعزيز يرفض الاستعمار في أي ثوب جاء فهل يفعلها البرهان بطرده لهذا النجس فيسطر صفحة ناصعة في تاريخه من جديد؟؟!!
غدا نكتب بإذن الله عن تصريحات الخسيس التعيس فولكر وهو يعلن أن حضوره ومغادرته ليس بإذن من البرهان٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى