وماذا عنك ..؟؟
بقلم : الطاهر ساتي
:: ومن الغرائب، أن يتكلم الفريق ياسر العطا بالنص: ( أقولها بكل صدق وأمانة، وللتاريخ، أعضاء لجنة إزالة التمكين من أنزه وأأمن الناس من أبناء السودان)، وذلك بالسودانية (24)، الأسبوع الماضي.. هذا الحديث – في حد ذاته – ليس غريباً، وقد يكون صحيحاً، وبما أن المتهم برئ حتى تثبت المحاكم إدانته، فليس من العدل تجريد أعضاء لجنة إزالة التمكين من النزاهة.. فالحديث مقبول ومنطقي، لكن الغريب هو أن يكون المتحدث الفريق ياسر العطا..!!
:: لعلكم تذكرون، في فبراير 2020، قال الفريق ياسر العطا، وكان رئيساً للجنة إزالة التمكين، لوسائل الإعلام، بالنص : (رؤيتي الشخصية أن تُحل اللجنة ويكوّن رئيس الوزراء مفوضية مكافحة الفساد)، هكذا طالب العطا.. ولم يكتفِ بالمطالبة، بل أسهب في ذكر الأسباب، وكانت أخطرها بالنص : (وجود حالات تشفٍّ وانتقام في عمل اللجنة)، ثم مُضيفاً من الأسباب الأخرى ما وصفه بانتقاد كل مستويات الحكم ومعظم مكونات الحاضنة السياسية لقانون ونهج اللجنة..!!
:: وهذا يعني، لولا العطا، لما عرف الشعب – قبل عامين – بأن هناك حالات تشفٍّ وانتقام في عمل لجنة إزالة التمكين، فهل التشفي والانتقام من صفات النزاهة والأمانة؟.. ولو لا العطا أيضاً، لما عرف الشعب – قبل عامين – بأن كل مستويات الحكم و معظم قوى الحاضنة السياسية تنتقد قانون اللجنة ونهج اللجنة.. ولولا عطا أيضاً لما عرف الشعب – قبل عامين – بأن الأفضل هو (حل اللجنة)..!!
:: وعليه، كل الصفات التي كانت مخفاة عن الشعب ومخبوءة عن الإعلام، ومنها (التشفي والانتقام)، و أول من كشفها هو ياسر العطا (شخصياً)، وكان ذلك بتاريخ نوفمبر 2020.. ولذلك، من المُدهش أن يخرج ياسر العطا للناس متحدثاً عن نزاهة وأمانة أعضاء لجنة إزالة التمكين.. لو تحدث كل الشعب عن نزاهة وأمانة أعضاء تلك اللجنة، فإن الوحيد الذي يجب عدم الاستماع إليه هو ياسر عطا، لأنه حكم على أعمالهم بالتشفي والانتقام، وهي صفات تتناقض مع النزاهة والأمانة..!!
:: على كل حال، كما كتبتها في ثلاث زوايا سابقة، فإن استقالة العطا من رئاسة اللجنة قبل (جرد الحساب) كانت هروباً من المحاسبة.. ومن حقوق الشعب، صاحب الأموال المعلن استردادها، أن يطالب رئيس اللجنة بإجراء (جرد حساب)، بواسطة المراجع العام، ثم يستقيل.. ولكن الاستقالة قبل (جرد الحساب) هروب من مواجهة الشعب بالحقائق الصادمة.. !!
:: و اليوم، قد تُثبت المحاكم نزاهة و أمانة أعضاء اللجنة المجمدة، ولكن (ماذا عنك؟)، أي كيف يثبت رئيسهم السابق نزاهته و أمانته، وخاصة أن هناك قرارات تحمل توقيعه؟.. يٌحمد لأعضاء باللجنة إنهم لم يهربوا كما فعل البعض و لم يحتموا بالسُلطة كما يفعل البعض الآخر، فالاحتماء بالسُلطة ليس دليلاً على النزاهة و الأمانة..!!