Uncategorized

♦ ثلاثي المخابرات في مقصلة العقوبات

المسار نيوز ♦ ثلاثي المخابرات في مقصلة العقوبات

✒ عاصم الدسوقي

سوهارتو الرئيس الذي كان بمثابة الجنرال الامريكي في الجيش الإندونيسي وايضا هو الرئيس الذي لا يعصي امرا لأمريكا ……

برويز مشرف الرئيس الباكستاني صناعة امريكية كاملة الدسم حتي اصبحت باكستان كأحدي الولايات الأمريكية ……

اصدرت الادارة الامريكية قرار فرض عقوبات علي الثلاثي ، اكبر جنرالات المخابرات السودانية قوش وعطا وطه …

جنرالات من الرحم الامريكي ؟

احتفظ في مكتبتي الخاصة بكتاب لدي معه علاقة خاصة اتصفحه كل حين ، حتي كدت احفظ كل صفحاته وسطوره ، وكل شخصياته ، وهو من انصح الاصدارات التي تحكي واقع العالم السياسي اليوم .، لذا كل ما اشتد صراعا هنا او هناك تمتد يدي لهذا الكتاب واتصفح اوراقه …..
كيف تبيع امريكا اصدقاؤها ؟؟؟

سؤال كبير طرحة الكاتب المصري القدير مجدي كامل واسهب في اخذ نماذج كانت لها كلمتها وجبروتها علي شعوبها التي تحكمها وسطوتها الكبيرة ، عبر الطاقة المستمدة من امريكا وصلاحيات الحماية من المسالة عبر تعطيل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنظم العالم وحياة الشعوب …

مجدي كامل صور لنا هذه العلاقة بتعبير مختصر وهو لا صداقة تدوم ولا وفاء يستمر !!!!
وهو يقف على الخطاء التاريخي الكبير الذي يقع فيه السياسيون والزعماء عندما يعتقدون ان القوة الخارجية التي يستندون عليها يمكن ان تضمن استمرارهم في السلطة او المنصب ، وسريعا ما يتلاشى هذا الامل بعد ان يجد الواحد منهم ان يد الغدر امتدت اليه وهو الصديق المطيع والكلب الوفي لأمريكا !!! وهو يري بام عينيه كيف تراهن امريكا في نفس الوقت على البديل لتبدأ اللعبة من جديد !!!!!

وبحكم النفوذ القوي لأمريكا في الشأن السوداني منذ عهود مضت والي الان ! والدور الواضح في انظمة وشكل السياسات والحكم والصراعات التي هي من صنيعها والتي خلفت الواقع المرير الذي نعيش فيه الان …
كل الماسي والحروب والدمار وتخلف الدول والاذمات هي صناعة امريكية ….
امريكا هي من صنعت الاسلام السياسي لمحاربتها الشيوعية ابان الحرب البارده علي انظمة الحكم الشمولي في العالم !!!

امريكا هي من صنعت جون قرنق وهي من تخلصت منه بصورة درامية ، بعد تحول افكاره وميوله الانفصالية الي الوحدوية مع الشمال المسلم ، وهو الامر الذي ترفضه امريكا تماما …
ولا يختلف الامر كثيرا علي نفس النسق افسحت المجال لتمدد حمدتي لصناعة الحرب والفوضى التي تحدث الان وهي تتماشي تماما مع مفهوم الارض المحروقة التي تعمل علي تحقيق وعد بلفور والاسطورة التاريخية لأرض الميعاد من النيل الي الفرات …
اما فيما يختص بالثلاثي المخابراتي الذي اتقن معني الولاء والانبطاح الجيد لخيانة الدولة فان الجزاء من صنع العمل وليست فيه غرابة او اثارة تحكي …..
ومن منا لا يعرف من هو قوش ؟ الفتي الامريكي المدلل او كما يسمي عندهم رجل امريكا المفضل ، الذي نال من المنح والعطايا والثقة ما لم يجده احدا قبله او بعده ، حتي تملكته الخيلاء واصبح يري الرئيس البشير قزما امامه بعد امتلاء جسده بهواء امريكا الطلق …

كنت انظر لعلاقة رئيسة وكالة المخابرات الامريكية جينا شيري هاسبيل مع قوش بشي من اللا معقول واللقاءات المتكررة والطائرات الخاصة التي ترسل خصيصا لقوش وهي تحلق ما بين واشنطن والخرطوم ، حتي تظن انه سوف يكون من الخالدين فيها ابدا علي هذا الحال وهذا الغرور الذي دفعة لخوض مغامرة صناعة التغيير الخازوق الذي عصف بالوطن السودان الان …
وعلي هذا النمط سار محمد عطا ولكن لم يكن بحميمية قوش لكنه واصل علي نفس نمط الانزلاق في وحل التنازلات وتقديم المعلومة الاستراتيجية التي تخدم المصالح الامريكية في المنطقة وكان عائدها صفرا كبير للبلاد …..

اما طه عثمان كان كارت امريكا الرابح الذي لعبت علية للتجسس وايصال المعلومة التي من شانها ان تساعد علي هدم الكيان الاسلامي الكبير الذي يمثل الحرب الحقيقة لأمريكا والغرب ، ثم ارتمي في حضن الحليف الامريكي الاستراتيجي السعودية والامارات بعد ان اكمل المهمة بنجاح تام ، واصبح كارت خاسر ومحروق لأمريكا والسعودية ثم التقطته الأمارات، لعله يكون كارت الفتوح الذي يضمن لها الفوز بموارد السودان !!!!

الان هاهي امريكا ترمي به بايظ علي منضدة اللعبة ، وهي تقول لا صداقة مع احد تدوم ، ولا وفاء لاحد يستمر…
هذا هو المنطق السياسي الامريكي في التعامل مع الزعماء والانظمة الحاكمة في كل زمان ومكان. مفهوم منطق الغدر لا يستثني احدا ، ليس فيه مكان لحليف او صديق الجميع سواسية ، المعيار الوحيد هو المصلحة فقط ليس للأخلاق مكان.. ليس للصداقة حقوق ، ولا مكافاة نهاية خدمة للعميل او الحليف الذي افنى نفسه في خدمة امريكا والغرب ….

الان العدالة الالهية تقتص ، وتستدعي ان نبارك هذا القرار ، مع العلم بان هذه العقوبات لهؤلاء الاشخاص وغيرهم من الذين فرضت عليهم ليست ذات تأثير كبير عليهم لكنها صفعة قوية علي تاريخهم السياسي والاجتماعي والانساني ، وان مكانهم الطبيعي مكب القمامة وهذا جزاء كل من خان ويخون الوطن وابناء هذا الوطن الشعب السوداني المكلوم ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى