إفتتاحية
حزبٌ تهاوت لافتاته كالأسنان الصدئة :
الشيوعي والكيد للنيابة يوم أن سمقت قناة العدل
هو ذات الحزب المجبول على إبدال العمار بالدمار . المطرقة في شعاره هي سر التدمير في جينة تكوينه . أما المنجل فهو الذبح الهمجي لكل ما ينفع ، وما موقفه الأخير من النيابة سوى الإمعان في ذبح العدالة وتدمير بنيتها الأساسية عبر القدح الفاجر في النيابة العامةً .
كتب رئيس التحرير
وعلى رغم أن ترهات الحزب الكهل لا تنتهي بحيث أصبح ضحك الناس عليها أكبر من دهشتهم تجاهها ، وأصبح الأصل في التحليل والتقييم أن الحزب الشيوعي هو الممارس الأول للكذب المفضوح ،وصاحب امتياز النكات التي لا تضحك إلا أن شنشنته الأخيرة حول النيابة تستدعي جينةً البركان غضباً في حق تلك المؤسسة التي نفضت غبار خبالهم يوم أن تسنموا الأمر ، وساموا الناس ظلماً ضرير .
ويحدثونك في تجمعاتهم الوهم عن قصور النيابة الماثلة عن فصورٍ تجاه ملفات القضايا وإغلاقها دون حسم . ويمضي النقد ليطال القضاء والقضاة . يجئ كل ذلك يوم أن نهض الجيش واستعاد للمعيار صرامته وللبوصلة هويتها ، وكيداً في رئاسة النيابة والفاعلين بها يوم أن مخَّض البرهان سوح العدالة ( مخض البخيلة ) لتصبح النيابة الماثلة زبدة النظام العدلي في البلاد . وما نقموا منهم الا أنهم مضوا ملتزمون بحرفية القانون وروحه رداً للمظالم الموروثة لسنواتٍ خلت .. لم يعجب الحزب الشيوعي ردع المظالم ورد الحقوق ، واستعادة الفريق الذي يرعى القسم والقيم والمهنية ثقة الناس في القطاع العدلي .
أما فزاعتهم فهي ذات خيال المآتة القديم ، وترديد المكرور بعودة الفلول ، وفي فقه الحزب الكهل فإن كل من رفض باطلهم هو من الفلول ، وهو من المؤتمر الوطني ، متصورين أن أهل السودان لم يتناسوا إبعاد الحزب لكل معارضيه مهما تكن توجهاتهم طوال سنواتٍ ثلاث من الفرز القبيح .
وفي هوجتهم البئيسة ضد النيابة ، والقول بتعطيل الملفات ، والزعم بتناسي قتلة الشهداء يحق لنا أن نسائلهم عن مسلكهم تجاه الملفات وقضايا مقاتل الشهداء ما الذي فعلوه يوم أن دانت لهم النيابة وتملكوها دون مسوغ ! .. ما الذي أنجزوه من ملفات في أوج هيمنتهم العضوض عندما تولى النيابة نائبهم تاج السر الحبر ؟ .. أي ملفٍ من الأكداس المكدسة مضت به نياباتكم طوال السنوات الثلاث نحو المحاكم بعد أعدت قضيته المتماسكة ؟ .. أي شهيد من الأرتال التي مضت رددتم حقه وأي دمٍ مستباحٍ فصلت نيابتكم وتسمياتكم الحزبية المثقوبة في انسكابه هدراً .. بل أي قضية بلغتم بها مرحلة ( حجية الأمر المقضي فيه ) ؟ .. إن كل ما سبق لنياباتكم هو الحيف وتسييس القانون ووأد معيار العدل وأشراطه ، وما كنتم سوى خصماً على العدالة عبر كل تأريخها في البلاد .
وختاماً .. سكتب تأريخ العدالة في السودان أن بصمتكم استهدفت حرفيتها وروحها ، وأن مطرقتكم كانت معول التدمير وكان المنجل أداة الذبح الأقسى .. سيكتب التأريخ للنيابة الماثلة أنها من تصدت لعبثية ممارساتكم واستعادت للمؤسسات العدلية الهيبة والرصانة والمهنية والنفاذ لينتصب معيار العدل فيصلاً يحامي عن الحقوق .