مقالات

الإدارات الاهليه

المسار نيوز الإدارات الاهليه

د . خليفه شلعي هباني

الإدارة الاهليه هي المظلة الاجتماعيه الاكثر اتساعا واستصحابا لمكونات المجتمع وهي الوعاء الجامع الذي يستوعب الجميع ويقدم خدمات وطنيه ومجتمعيه جليله وفاعله إذا ماتم إعادة الاعتبار إليها وترتيب أوضاعها وتقنين مشاركاتها في الحراك والتفاعل الوطني .
وكذلك هي الحاكميه الشعبيه عبر التاريخ في العالم كله منذ قديم الزمان ولها تأثيراتها المباشره علي منسوبيها في كافة أنحاء البلاد ويمكن أن تلعب دورا محوريا في تهيئة مناخ السلم الاجتماعي والمحافظه علي الأمن وصنع السلام واستدامته باعتبارها صاحبة مصلحه حقيقيه في نتائج السلام المتمثلة في توفير بيئه مستقره تقوم عليها التنميه ومتطلبات تطوير المشروعات الاقتصاديه والاجتماعيه.
إن الاداره الاهليه تجسد كافة تفاصيل الهويه السودانيه التي تشكلت وترسخت بين المكونات الاثنيه الافروعربيه وهي الهويه التي تمثل السودان الموحد المشتمل علي تنوع اثني اجتماعي وثقافي واقتصادي واسع وكبير وذلك في حدود جغرافيه تمتد من البحر الاحمر شرقا الي الجنينه غربا كما تمتد من قيسان في الجنوب الشرقي الي كافياقنجي في الجنوب الغربي.
والإدارة الاهليه نمط من الحكم المباشر والذي تم عن طريق نقل سلطات اداريه وامنيه وقضائيه وهي عباره عن اجهزه للحكم المحلي تنظم نشاطات الأفراد والجماعات وتعمل علي بسط الأمن والاستقرار وحماية البيئه المحليه اجتماعيا واقتصاديا وفق التقاليد والأعراف والموروثات بصلاحيات اداريه وامنيه وقضائيه تستمد سلطتها و قوتها من السلطه المركزيه ولذلك شهد السودان استقرارا كاملا ولم تشهد البلاد فوضي وازدياد في الجريمه والسرقات والنهب الا عندما تم حلها في بداية النظام المايوي وتوالي استهدافها بعد ذلك بين تصفيه واعاده لاسباب سياسيه ضيقه لاتمت للمصلحة العامه.
إن الجانب الأمني كانت مسؤلية الحفاظ عليه واستتبابه خصوصا في الأرياف والمناطق المتباعده عن أماكن المسؤليين الحكوميين كالشرطه والقضاء تقع مسؤوليتها علي عاتق رجال الاداره الاهليه كل في حدود دائرة مسؤوليته.
لقد احكم رجال الاداره الاهليه قبضتهم علي الأمن بفضل منحهم الإجراءات التي حولت إليهم بموجب قانون الإجراءات الجنائيه وبهذا العمل الكبير ساد السلام والتعايش ولم ينفرط الأمن الا بعد التعدي عليها ومصادرة سلطاتها.
ولذلك لابد من إعطاء دور كبير للإدارات الاهليه في ممارسة السلطه وذلك للحفاظ علي الأمن خاصة بعد انتشار السلاح وكثرت التفلتات الامنيه وظهر النهب المسلح ومجموعات منظمه في مواجهة العزل تمارس النهب والقتل والسرقات نهارا جهارا.
اذا لابد من هيكلة الاداره الاهليه لتعود أكثر تماسكا في إطار الإصلاح الوطني ولكي تلعب دور أكبر في التماسك المجتمعي وفق الآتي
1/ منح الإدارات الاهليه السلطات القضائيه اللازمه في مواجهة التحديات الماثله وتطور الآليات الاجراميه لتحقيق العداله وحماية المجتمع .
2/ تمثيل رجال الاداره الاهليه في كافة المجالس المحليه والولائيه.
3/ زيادة كفاءات وفعاليات رجال الاداره الاهليه بالتدريب ورفع القدرات لتتماشي ومقتضيات وتطورات الأوضاع المحليه والعالميه.
4/ احداث شراكه مابين المراكز البحثيه والجامعات في الولايات لتدريب وتأهيل القيادات المجتمعيه .
5/ اعاده الشرطه الاهليه لتتبع مباشرة للإدارات الاهليه .
6/ الدعم المالي لكل القيادات الاهليه بمايتوافق ومسؤوليات وسلطات القيادات الاهليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى