دكتورة مياده سوار الدهب تكتب عن مفاوضات جدة
الضامن… شعب السودان
ظل الشعب السوداني على الدوام يدفع ضريبة اتفاقيات باهتة وضعيفة على مر الحقب التاريخية المتلاحقة في السودان ، تليها حقيقة انهيار هذه الاتفاقيات ثمناً باهظاً ودماءً مهدرة بلا حدود عقب تنفيذ سلسلة تلك الاتفاقيات ابتداءً من اتفاقية أديس أبابا 1972 مروراً بنيفاشا 2005 وابوجا 2006 وإلى ماعرف بسلام جوبا في 2020م .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد هذه الحرب التي دمرت وأحرقت الأخضر واليابس : هل سيكون منبر جدة امتداداً لهذه الاتفاقيات؟
في هذه المفاوضات نحتاج إلى إمعان النظر في النتائج المتوقعة والمرجوة التي تمثل التحدي الحقيقي لسودان ما بعد الحرب.. وليس فقط وقف إطلاق النار أو أية ترتيبات أخرى كما جرت العادة في أي جولة مفاوضات.
يجب النظر باهتمام
إلى حال الدولة التي تواجه خطر الانقسام الذي قد يؤدي إلى قيام دويلات صغيرة على أساس عرقي أو قبلي، ولذا لابد لأي حلول قادمة أن تعالج جذور الأزمة المزمنة و تعمل على إنهاء الحرب، ودراسة أوضاع ماقبل الحرب ومآلاتها ، و من ثم الخيارات التي تمثل تطلعات الشعب السوداني في شروط وقف اطلاق النار والقضايا الأخرى ذات الصلة بالحرب الحالية.
ولابد من تعزيز الحلول الوطنية والإرادة الداخلية وتقوية الثقة بين مكونات السودان الاجتماعية والسياسية، وتجاوز حالة التدخلات الخارجية التي كانت عاملاً رئيساً في اندلاع الحرب وتهيئة الأوضاع بما يجعل الضامن الاساسي لذلك هو شعب السودان .. لا غيره حتى نخرج من حالة تدوير الأزمة إلى حالة الاستقرار وبناء الثقة وتحقيق أهداف المشروع الوطني في سلام مستدام واستقرار دائم وتجنيب البلاد مخاطر الحرب والنزاعات.