محمد عثمان المبارك يكتب
بلغ السيل الزبي وبلغت الروح التراق والفقر إمتشق سيفه وكان باشق زمانه وكاسر قيده ومشي علي الأرض الهويني مختالا وتري الناس كهرولة منوال بحثا عن قوت أو لقمة من حق أو من خطف يقيمون بها أصلابهم ينظرون الأرض فيجدونها يباب وأصابها الخراب بالرغم من أن أرضها شاسعة فيها تبر وتراب وقد دخل عليها علي بابا من كل باب ثم قاد زمامها نصاب وتولي أمرها من لا يعرف قلم ولا تاب لذلك زرعها خاب رغم سماء مدار وأودية تسيل بقدرها ولا يمكن إحصائها ولا يعرف عددها ونيل يشق البلاد عرضا وطولا وتذهب مياهه للمجهول وأرض كنز ومن أجلها أرسل محمد علي باشا فلذة كبده إسماعيل الذي قتله الطمع فسجل المك تاريخا أنشده وردي كحريق المك في قلب الدخيل فكان الدفتردار منتقما وشبيهه مازال فاعل بنا الأفاعيل مشي في مناكبها وسرق رزقها وأدخلنا في زقاق المدق ننوم ونصحي علي دق رغم أنه لم يعرف القراية أم دق فأصبحنا كأهل الكهف نرسل صاحبنا بورقنا الي المدينة فلا يأتي بطحينا وقد روي الراري بأن الكلب لا يستطيع نبيحا إلا اذا استند علي جدار وهنالك خاطف ونداء مخطوف ولا تجد من يدرك الملهوف فتف يا دنيا تف عيشة هاك وكف حتي أصبح هنالك شيخ يسمي شيخ تف ، فلا أحد يدري أين ذاهب ومازال أحمد غائب في الركائب وجانا كلب عيونو حمر ، فأين خال فاطمة مقلام الحجج ، فأحزموا أمركم ووحدوا صفكم فهنالك من يتربص بالبلاد الدوائر ومنهم من أتي من خلف الحدود ولا يعرف معني وطن الجدود ، وكنا قديما نقول أن بلادنا تمر بمنعطف خطير ولكن ماذا نقول الآن فأما أن تدركوها أو تتركوها وكلا الأمرين بين يديكم ولات حين مندم ،